منذ مجزرة سجن تدمر في الثمانينات اتبعت ميليشيا نظام الأسد خمس طرق في إخفاء هوية المعتقلين داخل مسالخها وخصوصا أصحاب التهم الثقيلة كما يطلق عليهم وهذا المصطلح يشمل كل شخص خرج على حكم الأسد
وأبرز الطرق المتبعة في عمليات إخفاء أسماء المعتقلين هي عبارة ما عنا حدا بهالاسم وتكون هذه العبارة بعد واسطة ضعيفة يمكن من خلالها السؤال عن المعتقل موجود أم لا وعادة يتم اتباع هذه الطريقة من أجل جني المال من ذوي المعتقلين والحصول على مبالغ مالية كبيرة لحين الإدلاء بأية معلومات عن المعتقل وفي العادة تكون المبالغ الضخمة التي يتقاضاها الضباط هي صاحبة القرار بمصير المعتقلين وبعض الحالات كان يتم اعتقال الشخص وخاصة إن كان من الجيش الحر أو متهم بانضمامه إليه أو لفصيل آخر وإدخاله للأفرع الأمنية بأسماء وهمية وفي هذه الحالة يكون هناك إجراءات أخرى غير الاعتقال كالتصفية المباشرة بعد أول جلسة تحقيق فقط أو تحويله إلى فرع آخر للتحقيق وللأسف الشديد يبقى هذا المعتقل دون اسمه الحقيقي أبداً حتى وإن قتل تحت التعذيب
أما محارق الجثث من أبرز الأساليب التي استخدمتها نظام الأسد خلال سنوات الثورة السورية وهذه الطريقة محصورة بسجنين فقط هما صيدنايا وفرع فلسطين سيئ الصيت ففي فرع فلسطين الإعدامات لا تكاد تتوقف
فهناك عمليات تصفية يومية إما تحت التعذيب أو رمياً بالرصاص رصاصة بالرأس ومن بعدها إلى الفرن
وبعد قتل المعتقل تحت التعذيب يتم رميه في أفران صهر مخصصة لذلك أنشئت داخل فرع فلسطين كما تحرق مع الضحية جميع متعلقاته وثبوتياته وكأنه لم يكن
ولا يقتصر دور الفرن على التخلص من الجثث بل يستخدم أحياناً في عمليات التحقيق وروى أحد الشهود تجربته الشخصية أمام أحد الأفران قائلاً في ذات يوم تم اقتيادي وآخرين للتحقيق وبعد أن وضعونا أمام الفرن وبدأوا برمي الأشخاص فيه وسط القهقهة والضحك والتهديد بمصير مشابه لنا إن لم نعترف
أما عبد الرحمن الشيخ تحدث عن المقابر الجماعية في منطقة نجها بريف دمشق بقوله: كانوا يجمعون الجثث وينقلونها كل ٢٤ ساعة إلى منطقة نجها حيث مكبات النفايات هناك لقد كانوا يحفرون مقابر جماعية ويرمون جثث المعتقلين فيها لافتاً إلى أنه وبهذه الطريقة أيضاً يندثر أثر المعتقل نهائياً
أما شهادات الوفاة المزورة من الأساليب الحديثة التي اتبعتها ميليشيات النظام في السنوات الخمس الأخيرة فقد ذكر معتقل خرج قبل عامين من فرع فلسطين أنه كان أحد الأشخاص الذين أُبلغ ذووه بوفاته ٢٠١٨بسبب جلطة قلبية ومن حينها أقامت عائلته له العزاء وكفت عن انتظاره أو البحث عنه مشيراً إلى أن هذه الطريقة تعد من أخبث الطرق المتبعة في إخفاء مصير المعتقلين
ومنذ فترة قامت ميليشيات النظام بحرق أعداد كبيرة من الأوراق الثبوتية والملفات الأمنية في أرضٍ زراعية بالقرب من مساكن الشرطة على أطراف مدينة معضمية الشام في ريف دمشق الغربي
وقد تكون الوثائق التي أُحرقت تتعلق بمعتقلين تمت تصفيتهم أو قتلوا تحت التعذيب في معتقلات وسجون النظام السوري.