قصة المثل الذي يقول لاقيني ولاتطعميني 

جرت العادة على استرجاع عدد من الأمثال من الموروثات الشعبية في بعض المواقف للتعبير عن موقف ما على سبيل المثال وهذا المثل فهو مثل شعبي يقصد به حسن المقابلة والمجاملةوالمقصود بحسن المقابلة هو أن تستقبل الضيف بوجه بشوش وليس بالعبوس  لأن جبر الخواطر والنفوس أهم من ملىء البطون وقصة المثل هي : يحكى أن رجلاً أصابه مرض أقعده في فراشه وتوافد بعض رجال القرية لزيارته وكان عنده ابن فتى اضطر إلى استقبال الزائرين والقيام بواجبهم

ولما خرج الجميع سأل الابن أباه قائلاً: كان كل رجل عندما يدخل يبدي اهتماماً بصحتك ويريد أن يطمئن إلى سلامتك ثم تسأله أنت بدورك عن صحة زوجته وسلامة أولاده فهل كان هؤلاء جميعهم يريدون الاطمئنان فعلاً على سلامتك هل كنت أنت تهتم فعلاً بصحتهم وسلامة أولادهم

قال الأب: هذه مجاملات ومبادلة المجاملات بالكلام تقوي روابط المحبة بين الناس

ثم سأل الابن أباه قائلاً: إنه جاء بصينية القهوة وعليها عدد من الفناجين وتقدم بها أولاً إلى أقرب رجل من الباب فما كان من هذا إلا أن تناول فنجاناً قدمه إلى رجل آخر ثم تناول له فنجاناً آخر فلماذا أعطى الرجل فنجانه إلى سواه

قال الأب: هذه لباقة واللباقة تقضي باحترام الأكبر سناً أو الأرفع مقاماً لأن الناس مقامات واللباقة تقضي بإعطاء كل ذي مقام حقه من الاحترام

ثم قال الأب لابنه: واعلم يا بني أن اللياقة أرفع قدراً من المجاملة لأن المجاملة هي كلام بكلام أما اللباقة فهي سلوك يناسب المقام

ولذلك يقول المثل: لاقيني ولا تطعميني

إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.