قصة مثل أم الوشم جابت رجال

تقول كاتبة التراث ربا البجارية: اعتادت النساء وبالتحديد الأجيال ماقبل العشرينيات والثلاثينيات وصولا إلى جيل الستينيات من القرن الماضي أن توشم أجسادهن بعلامات وخطوط على اليد والقدم والجبهة باعتبار ذلك من الجماليات التي كانت تلفت انظار الرجال
وتعتبر ظاهرة الوشم عادة إجتماعية متوارثة وإحدى علامات الزينة والجمال وقد حرصت أمهاتنا وجداتنا على اتباعها منذ سنوات طويلة
والوشم يختلف من منطقة إلى أخرى  ويعتقد البعض أن وشم الجسد ببعض العلامات والخطوط يبعث ارتياحا نفسيا وهو محاولة للخلاص من الشر والحسد وباعتبار في الزمن الماضي لم يكن هناك صالونات تجميل فمن الطبيعي أن يكون الوشم بمثابة أدوات مكياج للمراة
فالأم سابقا كانت ترسل بناتها إلى الداكوكة لوشمها كي تبدو بشكل جميل ولافت  واشتهرت النساء الغجريات بممارسة المهنة لقاء أجر مادي
وقد حفلت الأغاني الشعبية بذكر الوشم ووصف الموشوم
يامدقدق بن عمي روح قليبي واه يابا
وأنا عطشانة اسقيني من روس خدودك سرايا
ياداقة عالزردوم عيون البوم وانا رايح عالكروم الحقيني
يابو خديد منقرش ياعذاب الشقاوي
والله لو أعدموني ماني بغيرك هاوي
واليوم اندثرت عادة الوشم وانتشرت ظاهرة غير مستحبة بين الفتيات وهي إطالة الأظافر والعدسات اللاصقة وإطالة الرموش وعمليات نفخ الشفايف وغيرها من الأمور التي تعتبرها بنات اليوم نوع من الزينة
ولكن لو أجرينا مقارنة بين الأعباء التي كانت تتحملها المرأة الزمن الماضي والمرأة اليوم لوجدنا أن أمهاتنا وجداتنا كانت تقع عليهن مسئوليتهن أعباء متعددة خصوصا فيما يتعلق بأعباء الأسرة وإدارة شؤون البيت فالمرأة سابقا كانت الركيزة الأساسية لبناء الأسرة الصالحة والمسؤولة عن تربية أطفالها ورعايتهم  وكانت تقوم بالأعباء المنزلية من تنظيف وغسيل وطبخ إضافة لما كانت تقوم به من عمل خارج المنزل بمساعدة زوجها في أعمال الزراعة وتربية الماشية وحصاد الموسم وجلب الماء وجمع الحطب
كما أنها في الوقت ذاته مسؤولة عن تربية الأجيال لتصنع منهم رجال أشداء أقوياء على عكس نساء اليوم لذلك قالوا:
أم الوشم جابت رجال
وأم المناكير ربت أظافر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.