كثيرا مانسمع عن عيد الحماصنة يوم الإربعاء رغم أنهم في الحقيقة شعب طيب ومتواضع فيه كل صفات النبل والشهامة وتروي القصص أنه عندما اقترب منهم خطر جيش تيمورلنك أشاعوا أن مياه نهر العاصي تصيب كل من يشربها بالجنون ويخبرنا أن هذه الأسباب هي ما دفعت بالجيش للمرور سريعاً بحمص دون غزوها إذ هرب منها.
يقال إن ذلك الحدث كان يوم أربعاء وللأربعاء خصوصيته في حمص لكثرة ما يروى عن حصول مفارقات وطرائف فيه وسمت المدينة وأهلها حتى يومنا الحاضر.
وحتى اليوم يتندر السوريون على أهل حمص بيومهم هذا مطلقين النكات عليهم بصيغة محببة لطيفة فكل شيء مسموح للحمصي فعله في هذا اليوم على ما تقول الدعابة السورية الأشهر أما أربعاء مجانين حمص
ففيه تعارض بين المرويات الشعبية والتاريخية أحياناً فقصة جيش تيمورلنك أُسقطت بصيغ متقاربة على حملات التتار والصليبين وحتى العثمانيين ولكل واحدة من هذه الأحداث قصة جنون ادعاها أهل المدينة.
فالنكتة تخضع لأدبيات وقواعد خاصة في الأدب الضاحك لكن الصحيح من وجهة نظر أخرى الأمر يخضع لارتباط بجذر عميق في حياة الشعوب فيمكن القول إن المضحك والمبكي لا يغير إطاره العام إنما تتغير آلية تلقيهما
وتسود رواية أن أصل قصة يوم الأربعاء أنه وخلال حرب علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان كان قد أرسل علي رجلاً إلى بلاد الشام ليستطلع الأخبار وحدث أن سرق جمله ودخل إلى المدينة باحثاً عن الجمل وإذ بالمؤذن يؤذن لصلاة الجمعة وكان ذلك يوم أربعاء وصل هذا الرجل إلى معاوية وسأله عن الأمر فقال له: اذهب إلى مولاك وقل له سوف أحارب بقوم لا يفرقون بين الناقة والبعير ويصلون الجمعة في أي يوم يريده الأمير
وأما الخميسات في حمص فلها قصص فرغم أن اسمها خميسات وتشير إلى يوم الخميس إلا أنها أعياد كان يحتفل بها يوم الأربعاء وهذه الخميسات هي أعياد الربيع التي لا زال أهل المدينة يحتفلون بواحد منها على الأقل مثل خميس الضايع أو خميس التايه كان هذا الخميس يشير سابقاً إلى وجه الفجر المظلم ويعني لدى أهل المدينة القلق وسوء الطالع والحيرة ويعني أيضاً الضياع العقلي فكانوا لا يخرجون من منازلهم في هذا اليوم لإيمانهم بأنه ثمة قوة شيطانية شريرة تسكن الهواء في تلك الليلة.
وخميس الشعنونة: والشعنونة هنا هي رمز لجنية يعتقد أن قوتها الخفية تسيطر في هذا اليوم وتلعن أهل المدينة الذين يخرجون من مازلهم
وهناك الكثير من القصص التي تميز أهل حمص بالطرافة وخفة الدم التي لم يؤثر عليها ما ارتكبه النظام السوري من مجازر بحق أبناء حمص.