يبدو أن مفاوضات فيينا بشأن الملف النووي الإيراني بدأت تظهر بوادر تقدم على الأرض ، والأمر المطروح حاليا عدم التزام إيران ، وهناك أيضا المطلب الإيراني لإزالة الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب الأمر الذي ترفضه أمريكا وبشدة ،حيث يربط الجانب الإيراني نجاح فيينا بهذا المطلب.
حيث قالت الخارجية الأميركية إن محادثات فيينا تشهد تقدماً كبيراً، مشيرة إلى أن المفاوضات معقدة وعلى إيران اتخاذ القرارات.
وأكدت أن الاتفاق النووي الإيراني ليس وشيكا ولا مؤكدا، لافتة إلى أن واشنطن تحضر سيناريوهات تحسّبا لعدم عودة إيران إلى الاتفاق النووي.
ولكن أعضاء جمهوريون في الكونغرس الأميركي، عبروا عن قلقهم من مساعي إدارة بايدن لإحياء ما وصفوه بـ “الاتفاق النووي الإيراني الناقص” وطالبوا في رسالة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بتقديم إيضاحات حول المحادثات النووية مع إيران.
كما حذرت الرسالة من أن اتفاقا جديدا مع إيران سيعرض حياة المواطنين الأميركيين وبقية العالم للخطر.
وبالمقابل، دعا ثلاثة أعضاء جمهوريون بمجلس الشيوخ، خلال مقابلة مع قناة “إيران إنترناشيونال”، إلى وقف محادثات فيينا.
وأعرب الأعضاء الجمهوريون، جون كورنين وتومي توبرفيل وجوش هاولي، عن قلقهم من جهود إدارة بايدن لإحياء الاتفاق النووي، واحتمال إزالة الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية.
ولفت وزير الخارجية الأميركي إلى “استمرار أنشطة إيران المتعلقة بالصواريخ الباليستية في زعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط”، مضيفاً: “سنواصل استخدام كل أداة تحت تصرفنا لتعطيلها (أنشطة إيران).
كما سنواصل العمل مع الآخرين في المنطقة لمحاسبة إيران على أفعالها، بما في ذلك انتهاكات سيادة جيرانها”.
وفي وقت سابق قامت أمريكا بفرض عقوبات جديدة بعد الهجمات الصاروخية الإيرانية على أربيل العراق ، والهجوم الصاروخي الحوثي المدعوم إيرانيا على منشأة أرامكو السعودية ، فضلا عن الهجمات الصاروخية الأخرى التي شنها وكلاء إيران ضد السعودية والإمارات .
واعتبرت الوزارة الخارجية الأمريكية أن هذه الهجمات “تذكير بأن تطوير إيران للصواريخ الباليستية وانتشارها لا يزال يشكل تهديداً خطيراً للأمن الدولي”.
كما وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، الخميس، إن العقوبات الأميركية الجديدة “دليل على استغلال واشنطن أي فرصة للضغط على الشعب الإيراني”، فيما يضغط جمهوريون في الكونجرس الأميركي على إدارة الرئيس جو بايدن بشأن محادثات فيينا.
وأضاف خطيب زاده: “هذا التحرك مؤشر آخر على سوء نوايا حكومة الولايات المتحدة تجاه الشعب الإيراني، فيما تواصل سياستها الفاشلة المتمثلة في ممارسة أقصى قدر من الضغوط على إيران”.
وتأتي هذه العقوبات وسط المفاوضات الجارية في فيينا بين طهران والقوى الدولية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015، وتصر إيران على ربط أي اتفاق محتمل بإزالة الحرس الثوري الإيراني من القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية.