محمد رمضان البوطي هو أحد مشايخ الشام وعلماء الدين فيها تمر علينا ذكرى اغتياله في مثل هذا اليوم ومن الضروري أن نعرف من اغتال هذا الرجل
فالشعب السوري لم يقتل الشيخ البوطي وما كان ليقتله وأهل السنة لا يقتلون العلماء ولو اختلفوا معهم وكل السوريين يختلفون معه إلا أنه لابد أن نعرف من كان وراء اغتياله بهذه الطريقة البشعة التي ختم بها حياته فالنظام السوري هو الوحيد الذي يستفيد من هذه العملية لكي يضرب عصفورين بحجر فهو من الذين دعوا إلى مناصرة النظام إلى آخر لحظة وهو بذلك حسبه قد خالف علماء سوريا الذين كان منهم من وقف مع النظام ثم هداه الله وتركه.
فالشيخ البوطي كان يلقي دروسا في مسجد الإيمان وهو مسجد لا يدخله أحد بزعمه إلا بعد التفتيش الأمني خصوصا وأن كل الثوار تبرأوا من دمه وهو الواجب إذ لا يجوز قتل الناس في المساجد لكن كان يجب أن لا يدفن إلا بعد المرور على الطب الشرعي ومعاينة الجثة لنعرف سبب مقتله وهل قتل بالرصاص أم قتل بالديناميت
فكل الموبقات التي يرتكبها نظام الأسد والتي ترقى في أبسط قواعد الشرع الإسلامي إلى جرائم كبرى تصل إلى حد الشرك بالله تحتاج لألف شيخ من كي يغسل عارها بدءاً من صور إجبار المواطنين على السجود لصورة بشار الأسد وليس انتهاء بالقصف الصريح لبيوت الله وتمزيق المصاحف وتدنيسها وتهديم مآذن عمرها عشرات السنين هي منارات لذكر الله بقذائف ومدافع ودبابات في وقت لم يكن هناك من شك أن المعارضة لم تكن تملك أيا منها في السنة الأولى من عمر الثورة لكن الشيخ البوطي تجرأ على تبريرها واجتهد في التهرب من إدانتها ناهيك عن الجريمة الأعظم ألا وهي قتل النساء والأطفال والتميثل بجثث آلاف الأبرياء في عشرات الفيديوهات المصورة التي ثبتت صحة نسبتها لعناصر جيش الأسد وهي الجريمة التي قال فيها الرسول الكريم في الحديث الشريف: لهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من إراقة دم امرء مسلم.
فالنظام السوري كعادته سارع إلى الإعلان عن الخبر وإتهام جهات وصفها بالتكفيرية بالوقوف وراء الجريمة المروّعة وحتى يؤكد براءته من العملية بث آخر خطبة للشيخ البوطي التي بين فيها ثبات موقفه الموالي للنظام على المعارضة ثم صدر بيان من بشار الأسد ينعي فيه الشيخ ويتوعد فيه من وصفهم بالقتلة المجرمين بالمتابعة والتصفية.
لكن الصور المسربة من داخل مسجد الإيمان الذي قيل بأن الانفجار وقع فيه يشكك في الرواية الرسمية ذلك أن الصور تظهر الحالة المبعثرة إلا أنها تركت ما يمكن أن يسمى بآثار الجريمة بل حتى الطاولة التي يدرس عليها الشيخ البوطي بقيت على حالها فضلا عن الحراسة الأمنية المشددة التي تتمتع بها منطقة المسجد، ما جعل المعارضة تشير بأصابع الاتهام إلى النظام على اختلاف بينها في التوصيف.
فالبعض رجح أن يكون الشيخ البوطي قد مات ميتة طبيعية ثم أتي به إلى المسجد ليجر عليه بالأدوات الحادة حتى يستفيد منه النظام حيا وميتا ومنهم من زعم أن يكون النظام قد أحس بأن البوطي استهلكت أوراقه فلابد من اللعب بها لصالحهم وهو ما دفعهم إلى قتله ومن ثم تلبس الثوار التهمة حتى يحصلوا على دعم داخلي وخارجي في مواجهتهم للثورة فإلى متى يبقى النظام المجرم يتلاعب بالناس ومشاعرهم ويجعل من يسانده كبش فداء يتخلص منه بسهولة.