9/8/1988 اليوم الذي تجرع مجوس إيران السم الزعاف

شرق أوسط – مروان مجيد الشيخ عيسى

ويلٌ لي لأنّي ما زلت على قيد الحياة لأتجرّع كأس السّمّ بموافقتي على اتّفاقيّة وقف إطلاق النار. هذا ما أعلنه الخميني عبر خطاب إذاعيّ عندما قبِل متردّداً بالقرار الأمميّ 598 والقاضي بوقف إطلاق النار بين إيران والعراق في تمّوز 1988. ولقد مرّت الحرب الإيرانيّة-العراقيّة بمنعطفات عدّة منذ اندلاعها، حيث يصادف هذا اليوم الذكرى 35 على وقفها.

تجسد رسالة الخميني في تلك الفترة التي وجهها للإيرانيين في 8 آب 1988، والتي أعلن فيها موافقته على قرار مجلس الأمن الدولي 598 والصادر في تموز 1987، والقاضي بوقف إطلاق النار في حرب الثماني سنوات، الفلسفة السياسية والدينية الباطنية التي يحملها هذا الشخص من فكر معادي للعرب، عندما خاطب الإيرانيين بقوله “احبسوا حقدكم الثوري في صدوركم”، ولا شك أن هذا ناتج عن حالة الانكسار المدمرة التي عانى منها نتيجة تجّرعه كأس السم، عندما وافق راغما على وقف العمليات الحربية مع العراق، بعد أن وصلت إيران إلى حافة الانهيار، فاستجاب لنداءات الاستغاثة التي وجهها إليه مساعدوه ومستشاروه بإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل الطوفان.

وتنطوي شخصية الخميني على كثير من التناقضات والصراعات الداخلية التي يعيشها، فعلى الرغم من أنه يطرح نفسه زعيماً إسلامياً لكل المسلمين وليس للشيعة، إلا أنه في واقع الحال نجح إلى حدود بعيدة في شق وحدة الشيعة الجعفرية الاثني عشرية، بعد أن ظلوا يسيرون على خط واحد منذ وضع لهم شيخهم الكليني وغيره من طبقة المؤسسين الأوائل للمذهب الرافضي ، اخترع خطاً جديداً أسماه ولاية الفقيه الذي قوبل بمقاومة ضارية حتى داخل إيران من مراجع كبار مثل كاظم شريعتمداري، وكلبيكاني وكثر غيرهم، و مرجعية النجف في العراق، وقفت بقوة ضد المذهب الجديد فقهيا، وإن كانت قد اعتبرته منهاجا قد يصلح كنقطة ارتكاز لانطلاقة جديدة للمذهب الجعفري في العالم الإسلامي.

لكن لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، لكنه طرح أفكاراً تشكك بالرسالة الإسلامية التي جاء بها الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فكان يطرح بصوت عالٍ، بأن الرسل والأنبياء جميعاً بمن فيهم نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، لم يكملوا رسالات الله، ووضع نفسه كمنقذ للإنسانية من الإخفاقات التي عجز الأنبياء والمرسلين عن إتمامها، فقدم نفسه كنائب للإمام الغائب الثاني عشر، وكان على يقين أنه لن يغادر الحياة ما لم يتسلم الراية من الإمام المهدي المنتظر، أو يسلمه تجربة حكم متكاملة، فهذا بمجمله انعكس على تفكيره في كيفية إدارة ملف الحرب، ولهذه الأسباب ركب رأسه ورفض بقوة كل ما طرح عليه من مشاريع لوقف إطلاق النار.

ورغم كل ماجمعه من قوة ،فقد استطاع العراق في ظل قيادة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وبقوة جيشه آنذاك وبتلاحم شعبه أن يكسر شوكة الفرس المجوس ويوقف مشروعهم العنصري ،الذي تعاني منه اليوم سوريا واليمن ولبنان والعراق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.