برع الكثير من العرب قديماً بكل أنواع العلوم ومنهم ابي بكر الرازي
ولد أبو بكر الرازي بالري نحو سنة ٢٥٠هـ وعُرِفَ منذ نعومة أظفاره بحب العلم؛ فاتجه منذ وقت مبكر إلى تعلم الموسيقى والرياضيات والفلسفة ولما بلغ الثلاثين من عمره اتجه إلى دراسة الطب والكيمياء فبلغ فيهما شأوًا عظيما ولم يكن يفارق القراءة والبحث والنسخ وإن جل وقته موزع بين القراءة والبحث في إجراء التجارب أو الكتابة والتصنيف.
وكان حريصًا على القراءة مواظبًا عليها خاصة في المساء فكان يضع سراجه في مشكاة على حائط يواجهه وينام في فراشه على ظهره ممسكًا بالكتاب حتى إذا ما غلبه النعاس وهو يقرأ سقط الكتاب على وجهه فأيقظه ليواصل القراءة من جديد.
الرازي العالم الإنسان:
وعرف الرازي بذكائه الشديد وذاكرته العجيبة فكان يحفظ كل ما يقرأ أو يسمع حتى اشتهر بذلك بين أقرانه وتلاميذه.
ولم يكن أبو بكر الرازي منصرفًا إلى العلم كلية زاهدًا في الدنيا كما لم تجعله شهرته متهافتًا عليها مقبلا على لذاتها وإنما كان يتسم بقدر كبير من الاعتدال، ويروي أنه قد اشتغل بالصيرفة زمنا قصيرا.
وقد اشتهر الرازي بالكرم والسخاء وكان بارا بأصدقائه ومعارفه عطوفا على الفقراء والمحتاجين وبخاصة المرضى فكان ينفق عليهم من ماله ويجري لهم الرواتب والجرايات حيث كان غنيا واسع الثراء وقد امتلك بعض الجواري وأمهر الطاهيات.
تأثير أبو بكر الرازي في الطب:
مارس الرازي الطب القائم على الأدلة في وقت مبكر من تاريخه ساهم في مجموعة من المجالات الطبية مثل: علم الأدوية علم الأطفال وإليه يرجع الفضل في اكتشاف الإيثانول وكان رائدًا في استخدامه في الطب.
أفكاره:
قدّم الرازي أفكارًا عديدة في العلاج الطبي والنفسي وحذّر الناس من التوجّه إلى العرّافين ولفت أنظار الأطباء إلى محاولة تعلّم كل جديد والأهم من ذلك تطبيقه.
بصمات الرازي:
من بصماته الطبية رعايته لمرضى الأمراض العقلية في مستشفى بغداد وتقديم العلاج لهم مع النظام الغذائي تطرّق للحديث عن مرض الاكتئاب وأوصى الأطباء بمحاولة إقناع مرضاهم أنّ بإمكانهم التحسن شَرْط عدم فَقْدهم للأمل أبدًا ومما سبق نستدلّ على اهتمام الرازي بالعلاجات النفسية وتفسيراتها الفسيولوجية
إنجازاته الطبية والعلمية عظيمة منها:
شرح كيفية الإبصار في العين.
اكتشاف بعض العمليات الكيميائية.
اختراع أداة لقياس الوزن النوعي للسوائل.
تأسيس علم الإسعافات الأولية
كتاب الحاوي في علم التداوي:
وهو أعظم كتب الرازي على الإطلاق جمع فيه الطب اليوناني والروماني وكذلك فيه ما تفرق في ذكر الأمراض ومُداواتها من كتب المتقدمين ونسب كل قول لقائله تُرجم إلى لغات أوربية.
وفاته:
ضَعُف بصره في آخر حياته وحاول أحد الأطباء معالجته فسأله الرازي عن تركيب العين فلم يعرف الجواب قال الرازي: لا أريد استخدام مرهم لا يعرف صانعه علم التشريح توفي رحمه الله سنة ٩٢٣م في مدينة الريّ.
فانطفأت جذوة من جذوات العلم والمعرفة بحياة هذا العالم العظيم الذي سخر كل إمكانياته في سبيل إسعاد الناس وعلاجهم.
إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى
تحرير: حلا مشوح