سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى
عاشت سورية في ظل حكم حزب البعث الذي جعل من نفسه بحكم المادة الثامنة من الدستور القائد والموجه للدولة والمجتمع حالة من التصحر الفكري والتراجع العلمي وتردي التعليم وإطفاء سرج العقول وقتل الطاقات والاستهانة بالإبداعات الفكرية التي طلما كانت ميزة السوريين المبدعين والخلاقين على مر التاريخ فقد كانت دمشق الفيحاء وأخواتها حلب الشهباء وحمص ابن الوليد وحماة أبي الفداء منارات للعلم والمعرفة وكنزاً للفكر والإبداع وقبلة مقصودة من الباحثين والدارسين وطلاب العلم
فساد التدهور الكبير في مجال التعليم في سورية منذ تسلق حفنة من ضباط البعث المغامرين جدران الحكم في دمشق غيلة وغدراً فجر الثامن من آذار عام ١٩٦٣على ظهر دبابة ضالة أدارت ظهرها للعدو وانغمسوا في صراعات فيما بينهم للاستئثار بالحكم.
فقد هدد التعميم الصادر عن رئاسة جامعة دمشق، الطلاب الذين يخفون أنهم يمتلكون جوازات سفر أجنبية بالفصل من الجامعة.
ونقلت صحيفة موالية عن رئيس جامعة دمشق محمد أسامة الجبان، قوله إن هذا الإجراء روتيني وتنظيمي لمتابعة أوضاع طلبة الدراسات العليا.
وأشار إلى أن التعميم ينظم متابعة التزام الطلبة مع أساتذتهم المشرفين عليهم، وذلك ضمن قانون تنظيم الطلاب ،كما طلب التعميم من كل عضو هيئة تعليمية يشرف على طلاب في مرحلة الماجستير والدكتوراه وضع برنامج أسبوعي يظهر فيه أوقات مقابلات طلابه بمكتبه بالكلية، بحيث يكون برنامجاً ثابتاً.
ويجب أن يتقدم المشرف بتقرير نصف شهري يبين مدى التزام الطالب ببحثه ودوامه ومستوى أدائه، بحسب التعميم.
ويودع التقرير في قسم الدراسات العليا تحت الإشراف المباشر لنائب العميد للشؤون العلمية بعد أن يصدق عليه رئيس القسم المختص، ومن ثم يحفظ في ملف الطالب وترسل تلك التقارير إلى رئاسة الجامعة كل 3 أشهر.
وأكد الجبان انطلاق الجامعة بدعم رسائل الماجستير والدكتوراه، مع تغطية رسائل الماجستير بمليوني ليرة سورية، والدكتوراه بـ5 ملايين.
وبحسب الجبان، فإن جامعة دمشق عملت على إجراءات عدة لتحسين تصنيفها، على صعيد الاهتمام بالبحث العلمي وتشجيع النشر الخارجي، وذلك بشكل دوري مع رصد عدد من المكافآت الخاصة بالنشر.
ولا يزال تصنيف جامعة دمشق عالمياً في مركز متأخر، رغم تقدم تصنيفها إلى المركز 3458 بعد أن كان 3613 وفق التصنيف السابق، وفق webometrics.
وخلال السنوات الماضية، تراجع تصنيف الجامعات السورية بشكل مخيف على سلم الترتيب العالمي للجامعات، على خلفية هروب عشرات الآلاف من الكفاءات السورية (علمياً وأخلاقياً) خارج البلاد، بعد الحرب التي شنتها ميليشيا الأسد على الشعب السوري.
ويشهد قطاع التعليم العالي والتربوي في مناطق سيطرة ميليشيات الأسد تدهوراً كبيراً، في ظل عزوف النظام عن تقديم الدعم اللازم ونقص الكوادر التعليمية المؤهلة، وتحوّل عدد كبير منهم للتدريس في الجامعات الخاصة، حيث الرواتب أعلى، فضلاً عن انتشار الفساد في أروقة الجامعات.
وكان نظام الأسد قد أصدر في وقت سابق من العام الماضي مرسوماً وينصّ على رفع سن التقاعد لكوادر الجامعات والهيئات التدريسية إلى (70 عاماً)، وتمديد التعيين للمتقاعدين في مؤسساته الحكومية لمدة خمسة أعوام، وذلك تعويضاً للنقص الحاصل في كوادر المؤسسات التعليمية.