بابا الفاتيكان يكرم مسؤول الهلال الأحمر السوري رغم فساد المنظمة وإدارتها في سوريا

سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى 

في مطلع تموز الماضي، فضح معهد نيولاينز الأمريكي بالأرقام والمعلومات نهب حكومة النظام السوري لأموال المساعدات المقدمة لمنظمة الهلال الأحمر، وتحكّم أجهزته الأمنية بمعظم أنشطتها وتورّط أسماء الأسد بتضليل الداعمين الغربيين عبر شركات التقييم والمراقبة التابعة لها.

رغم سلسلة الفضائح التي طالت منظمة الهلال الأحمر وتحوّلها إلى وسيلة لتمويل النظام السوري بل وحتى تعذيب السوريين، أغدق بابا الفاتيكان بالأوسمة على خالد حبوباتي متزعم تلك المنظمة، فيما فضح أحد الخبراء الاقتصاديين فساد ذلك المدير وعلاقاته الوثيقة بالنظام السوري .

وعبر حساباتها على منصات التواصل الاجتماعي، تفاخرت منظمة الهلال الأحمر يوم أمس بلقاء رئيسها خالد حبوباتي وبابا الفاتيكان فرنسيس يوم السبت 28 كانون الثاني الحالي.

وقالت إن البابا استقبل حبوباتي الذي أطلعه خلالها عن آخر تطورات الاستجابة الإنسانية في ظل الأزمة السورية التي تركت الملايين بحاجة ماسة لأساسيات الحياة.

ولم يفت حبوباتي استغلال اللقاء للترويج لمزاعم النظام السوري، حيث زعم أن الاحتياجات ما زالت في ازدياد، لا سيما تحت ظل العقوبات الاقتصادية المنهكة التي تزيد من الأعباء على كاهل السوريين وتجعل تأمين مستلزمات الحياة الكريمة ضرباً صعب المنال خاصةً في هذا الشتاء القارس، وذلك رغم أن العقوبات الغربية لم تشمل قط المساعدات أو أي من السلع ذات الاستخدام المدني.

 ورغم تسبب النظام السوري بتهجير المسيحيين من سوريا، حاول حبوباتي اللعب على وتر الدين والأقليات، حيث أفاد البيان أن الأخير أعرب عن “فخره بمسيحيي الشرق الأصيلين كجزء من نسيج المجتمع السوري الغني بطوائفه المتلاحمة، وأكد أن سوريا كانت ولا تزال مهداً للأصالة والحضارة والتآخي والأخلاق، لذلك الأزمة فيها هي جرح للإنسانية جمعاء”. 

وعبّر البابا وفقاً للبيان عن “إعجابه بمنظمة الهلال الأحمر التي قدّمت 81 عاماً من الإنسانية وأشاد بتفاني المتطوعين وجهودهم باستجابتهم في ظل الظروف الصعبة معبراً عن أسفه لخسارة أرواح من العاملين في المجال الإنساني فقدوا حياتهم خلال أدائهم لواجبهم”.

وفيما قدّم حبوباتي هدية رمزية عبارة عن أيقونة من حلب لقداسة البابا، قدم له الأخير مجموعة قيمة من الميداليات. 

انتقد الخبير الاقتصادي” كرم شعار” البابا لتكريمه حبوباتي في ظل الانتهاكات الجسيمة للمنظمة والفساد والمحسوبية ودورها نهب المساعدات، ومنعها عن مناطق المعارضة، والعمل تحت أوامر أجهزة الأمن.

وفتح شعار ملف فساد حبوباتي، وقال إنه لا يستحق أي تكريم، إذ لم يسبق له العمل بالمجال الإنساني أو الهلال الأحمر أو أي منظمة إنسانية أخرى حتى عام 2016 حينما فرضه النظام السوري على الهلال الأحمر بعد ما تم تغيير النظام الداخلي للمنظمة. 

وعن سبب فرضه من قبل النظام السوري ، أوضح شعار أن حبوباتي رجل أعمال من عائلة تنشط بمجال المطاعم وإدارة الملاهي الليلية والخدمات بما في ذلك كازينو دمشق، كازينو بلودان، شركة ميرا للخدمات والسياحة.

ولفت إلى أن خالد هو زوج من لينا ابنة راتب الشلاح، أحد أهم داعمي حافظ الأسد من بدايات حكمه، فضلاً عن أن خالد هو زوج ابنة وزير خارجية النظام السوري السابق وليد المعلم.

وبحسب التقرير أجمع كبار الموظفين في الهلال الأحمر ممن تمت مقابلتهم أن النظام السوري حوّل بالمتوسط ما بين 40 إلى 60 بالمئة من المساعدات النقدية لصالحها، وفي بعض الحالات وصلت النسبة إلى 80 أو 90 بالمئة.

ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل ذكر بعض المستجيبين أن النظام السوري يرسل عناصره للتسجيل بصفة “مستفيدين” رسميين لدى الهلال الأحمر لتأمين المساعدة، المصممة لتكملة رواتبهم المنخفضة، وفي حالات أخرى تم حرمان المدنيين وتخصيص مراكز توزيع المساعدات خاصة لعناصر النظام  كما حدث في اللاذقية.

ونُقل عن قائد إحدى المنظمات غير الحكومية بمناطق سيطرة النظام السوري: “تلقينا عدة مرات أوامر بإرسال الطعام والخيام والملابس وغيرها من الإمدادات إلى قوات النظام في الخطوط الأمامية، يمكنني أن أخبرك أن هناك معارك ممولة من قبل نظام المساعدات الإنسانية التابع للأمم المتحدة في سوريا”.

وبحسب ذات التقرير، عمد النظام السوري  لتكديس مكتب الأمم المتحدة في سوريا بالموظفين الموالين وألغت تأشيرات وتصاريح العمل لموظفي الأمم المتحدة المغتربين غير المتعاونين معها، وتم استبدال هؤلاء بوافدين من الدول الأكثر قرباً من النظام السوري.

وفي شهر أيلول الماضي، كشف الصحفي أحمد الصيصي عن معلومات حول توظيف المنظمة شبيحة مارسوا التعذيب والقتل بحق المعتقلين بسجون النظام السوري.

وتعمّدت منظمة الهلال الأحمر السوري خلال سنوات الثورة توظيف عناصر أمن وشبيحة تابعين لبشار الأسد، في حين لا يتولّى قيادتها سوى المتنفذين وكبار الشخصيات الموالين للنظام، لتكون له كمورد إضافي للسرقة من أموال مساعدات الشعب السوري. 

كما ساهمت المنظمة في تغطية جرائم النظام من خلال إصدار شهادات وفاة مزورة لأفراد قتلهم النظام.

وكانت منظمة “هيومان رايتس ووتش” نشرت تحقيقاً في كانون الثاني الماضي كشفت فيه عن دلائل تثبت تمويل الأمم المتحدة للنظام السوري عبر ميليشيات وكيانات مسؤولة عن قتل وتهجير السوريين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.