النظام السوري يعفش منازل المدنيين ويستملك عقاراتهم في دير الزور

دير الزور – مروان مجيد الشيخ عيسى

منذ اليوم الأول لدخول النظام السوري في دير الزور وريفها، بدأ بتعفيش المنازل ويستملك العقارات بحجج واهية.
منذ يومين سيدة من أهالي مدينة الميادين تُدعى “إبتسام”  كانت تقيم في دمشق، وعادت قبل فترة من أجل ترميم منزلها وإعادة تأثيثه بعد تعرضه للتعفيش من قبل قوات النظام السوري وميليشيات إيران في وقت سابق.
وذكر ناشطون، أن السيدة وأثناء تجولها في حيّها تفاجأت بنوافذ منزلها وقد تم تركيبها على أحد المنازل قرب مشفى الحماد تعود ملكيته لشخص يدعى معروف.
وعند حديث السيدة مع صاحب المنزل تصاعد الخلاف بين الاثنين حيث أكد الرجل أنه لم يسلب الأثاث بل اشتراه من شخص في الميادين.
تبين أن ذلك الشخص الذي باعه الأثاث يمت بصلة قرابة لوائل الضويحي التابع للفرقة الرابعة والقائد السابق لميليشيا الدفاع الوطني بالميادين.
وأكد الناشطون أن الضويحي وضابطاً من الفرقة الرابعة يبيعون المسروقات من خلال تجار صغار في الميادين وحي الجورة في مدينة دير الزور.
وقبل أشهر، نشب شجار في قرية الطيبة قرب الميادين لأسباب مشابهة، إذ تفاجأت إحدى العوائل من عشيرة البو شامل بأثاث منزلها في منزل عائة أخرى.
ولطالما سمح قوات النظام السوري للشبيحة بنهب منازل السوريين في المدن والبلدات الثائرة وفك القضبان الحديدية والأكبال الكهربائية من البيوت، وبيعها بما يسمّى أسواق السنّة في المناطق الموالية.
وكان النظام السوري قد أصدر في حزيران الماضي قراراً يجرّم الاتّجار بالنحاس والحديد والألمنيوم، وذلك بعد أن بدأت تتجرع السمّ الذي أذاقته ميليشياتها للشعب مع التفات الشبيحة إلى مناطق سيطرة النظام السوري، وقيامهم بنهب شبكات الكهرباء وأكبال الهاتف مستغلّين السلطات الكبيرة الممنوحة لهم.
ومنذ استعادة النظام السيطرة على الضفة الجنوبية من دير الزور غرب الفرات، أواخر عام 2017، وضع نصب أعينه السيطرة على ممتلكات المهجرين المعارضين له، واستخدامها لصالحه عن طريق تحويل المنازل لمقرات لمليشياته، وتأجير الأراضي الزراعية كما فعل محافظ دير الزور “فاضل نجّار، عندما خصص لجان إحصاء جابت قرى وبلدات ومدن ريف دير الزور الشرقي غرب الفرات، لإحصاء أراضٍ تعود ملكيتها لمعارضين للنظام ، بالإضافة للعقارات والأراضي التي لا يملك أصحابها سندات تمليك أو مايعرف بورقة الطابو أو القوجان، واستصدار قرار بشأنها.
وهذا ما حصل بالفعل، عندما أصدرت محافظة دير الزور، منتصف شهر أيلول 2021، قوائم بأسماء معارضين للنظام في كلّ من مدينتي العشارة والقورية وقرية سويدان شامية، تم الاستيلاء على أراضيهم ومصادرتها بتهم مختلفة تصب جميعها في خانة معارضة رئيس النظام السوري بشار الأسد، حيث كانت هذه الأراضي مسجلة بالجمعيات الفلاحية التابعة للمديريات الزراعية.
وبلغ عدد الأشخاص الذين تمت مصادرة أراضيهم وعقاراتهم في العشارة والقورية ومحيطهما أكثر من 200 شخص، بحسب القوائم الصادرة، وبمساحة فاقت الـ 3000 دونم.
وقد سبق هذا الاستيلاء من قبل النظام للأراضي الزراعية في العشارة والقورية، إجراء مماثل في مدينتي موحسن والبوكمال شرقي دير الزور، وتم وضعها، آنذاك، في مزاد علني لتأجيرها لصالح النظام.
يقول شاب من أبناء مدينة القورية شرقي دير الزور، رفض الكشف عن اسمه لدواعٍ أمنية:
تفاجئنا بوجود اسم أبي ضمن القوائم الصادرة عن النظام الشهر الماضي، حيث تمت مصادرة أرضنا الزراعية الموجودة في منطقة الحاوي بمدينة القورية بتهمة تواجدنا خارج القطر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.