الحسكة – مروان مجيد الشيخ عيسى
في ظل الظروف القاسية التي تشهدها سوريا عامة يشتكي العمال في مدينة الحسكة من تدني الأجور اليومية بعد انهيار قيمة الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي، وتخطيها حاجز الـ6600 ليرة سورية مقابل الدولار الأمريكي الواحد، مما أثقل كاهل العمال الذين يعملون بالمياومة لمدة تزيد على 10 ساعات يومياً بأجور لا تتخطى 20 ألف ليرة سورية ما يعادل 3 دولارات أمريكية فقط، وسط غلاء كبير في المعيشة وانعدام القدرة الشرائية لدى الشريحة الأوسع من المواطنين.
يقول أحد العمال في مدينة الحسكة: بأنه يقف لساعات طويلة، بانتظار فرصة عمل لسد رمق عائلته، ورغم قلة الأجور إلا أنه يجد نفسه مرغماً على العمل، في ظل الواقع المعيشي السيء، وغلاء الأسعار.
مضيفاً، بأنه يتوجه صباح كل يوم إلى موقف العمل، وهناك استغلال من المقبلين على طلب العمال في مسألة الأجور بسبب قلة العمل من جهة، وازدياد عدد العمال من جهة أخرى بسبب عدم وجود فرص عمل كافية، مناشداً الجهات المسؤولة بدعم عمال المياومة ودعم اليد العاملة.
وتعتبر غالبية الأعمال التي يعمل بها عمال المياومة شاقة جداً كالعتالة ونقل مواد البناء والأثاث المنزلي والحفريات وغيرها من الأعمال المتعبة، فضلاً عن الوقوف لساعات طويلة تحت أشعة الشمس صيفاً والمطر في الشتاء في الساحات العامة التي يجتمع فيها العمال يومياً في انتظار فرصة عمل من خلال اتفاق صاحب العمل مع واحد منهم أو مجموعة على طبيعة العمل والوقت والأجر المحدد.
ويقول عامل آخر في مدينة الحسكة، بأنه مجبر هو الآخر على العمل لتأمين المعيشة لعائلته خصوصا بعد الغلاء الكبير الذي طرأ على كافة أنواع المواد الأساسية، فضلاً عن تكاليف التعليم العلاج والمواصلات والألبسة ومواد التدفئة وغيرها.
مضيفاً، أن سعر خزان المياه بسعة 5 براميل وصل لنحو 11 ألف ليرة سوري، وتتراوح أجرته اليومية ما بين 5 إلى 15 ألف ليرة سورية، ناهيك عن عدم توفر العمل في معظم أيام الشهر.
مؤكداً توافد أعداد كبيرة للبحث عن عمل بالأجرة اليومية بسبب عدم توفر فرص عمل أخرى، حيث يجتمع أكثر من 100 شخص ضمن إحدى الساحات الرئيسية في مدينة الحسكة باحثين عن العمل رغم تدني الأجور.
ويطالب العمال في مدينة الحسكة المسؤولين بتحديد أجورهم اليومية وربطها بالدولار الأمريكي ورفعها حتى تتلائم مع متطلبات المعيشة، كما يطالبون بضرورة سن قوانين لحمايتهم من الاستغلال وعمليات الاحتيال، وتوفير فرص عمل جيدة كبديل لمعاناتهم اليومية التي لا تكاد تنتهي.
وتعاني معظم مناطق شمال وشرق سوريا من تردي كبير في الأوضاع المعيشية من غلاء في الأسعار وتراجع قيمة صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي، وسط إهمال كبير من قبل الجهات المعنية.
وعند الحديث مع أحد العمال الذين تجاوز عمره الخمسين سنة، وليس لديه أولاد فقط خمس بنات، قال: منذ يومين لم يدخل جيبي ليرة سورية، أقف في ساحة العمال منذ الساعة 7صباحا حتى 4 بعد العصر علني أجد من يطلب مني أي عمل، فأكثر من يأتي ليختار عمال للعمل، يختار عمر الشباب أما أنا فقليل من يختارني لكبر سني، وأقسم وعيناه وعرفان بأنه وعائلته منذ يومين لا يأكلون سوى البرغل.