سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى
صحيفة تاغس شبيغل الألمانية عبر تقرير لها، كشفت عن كيف يستفيد بشار الأسد وأعوانه من المساعدات الأممية، مشيرة إلى أن ذلك يتم عبر “الصفقات القذرة”.
وذكر في التقرير الذي نشرته يوم الجمعة، بأن فادي صقر المسؤول عن المجموعة التي ارتكبت مجزرة التضامن والتي راح ضحيتها 280 شخصاً وسُرّب العام الفائت مقاطع فيديو للضحايا حيث قام ضابط تابع لنفس المجموعة يدعى أمجد يوسف بتصفيتهم ورميهم في حفرة، ومع ذلك قامت الأمم المتحدة بشراء ملابس وأحذية من الشركات التابعة لفادي صقر والمدرج على لوائح العقوبات الأميركية وتم توزيع منتجاته على المنظمات المحلية التابعة للأمم المتحدة في سوريا.
وقدرت الصحيفة قيمة المبالغ التي حصل عليها فادي صقر من الأمم المتحدة بمليون دولار، وهذه الأموال من المفترض أن تذهب للضحايا والفقراء والمتضررين من الحرب التي يشنها بشار الأسد ضد الشعب السوري.
وتابعت أن الأمم المتحدة تنشط بشكل أساسي في المناطق التي يسيطر عليها النظام، مطالبة المانحين بالنظر لحقوق الإنسان عند شراء سلع من شركات تابعة للنظام السوري.
وذكرت الصحيفة بأن خبراء في منظمة “مرصد الشبكات السياسية والاقتصادية” من كندا و”برنامج التطوير القانوني السوري “من بريطانيا قاموا بفحص أكثر من مئة شريك للأمم المتحدة في سوريا، وتوصلوا إلى استنتاج مفاده أنه في عامي 2019 و 2020 ذهب حوالي 140 مليون دولار من برامج مشتريات الأمم المتحدة إلى الموردين ومقدمي الخدمات المصنفين على أنهم موالون لنظام الأسد.
وأكد الخبراء أن الدول المانحة مثل ألمانيا يجب أن تطلب من الأمم المتحدة النظر في قضايا حقوق الإنسان عند الشراء، خاصة وأن ألمانيا وحدها مساهمة بمبلغ 9 مليارات من أصل 20 مليار تم إنفاقها كمساعدات من الدول المانحة.
وقال أحد المشاركين بدراسة شركاء الأمم المتحدة في سوريا للصحيفة بأن المبلغ يتوافق مع ما يقرب من نصف جميع أموال الأمم المتحدة التي أُنفقت في سوريا، لافتاً إلى أن قائد الميليشيا صقر يعدّ أصغر منتفع نسبياً بأوامر تبلغ قيمتها مليون يورو مقارنة بالآخرين.
وأكد أنه يجب على المانحين مراقبة استخدام الأموال عن كثب أكثر من السابق وحتى تذهب هذه الأموال لمن يحتاجونها وليس للأشخاص المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان وارتكاب مجازر.
وأوضحت الصحيفة بأن شركة أمنية تلقت أكثر من مليوني دولار من الأمم المتحدة تابعة لماهر الأسد، قائد الفرقة الرابعة وشقيق بشار الأسد، ومن المعروف أنها فرقة عسكرية سيئة السمعة ومتهمة بارتكاب جرائم حرب، بالإضافة إلى أن ماهر الأسد حصل مع رجل الأعمال سامر فوز على 25 مليون دولار من الأمم المتحدة.
وأضافت بأن الفوز الخاضع لعقوبات أوروبية وأمريكية، استضاف مسؤولي الأمم المتحدة في فندق فخم في دمشق يعود قسم من ملكيته له.
وأكدت الصحيفة أيضاً أن نزار الأسد صاحب شركة زيوت ومشمول أيضاً بعقوبات الاتحاد الأوروبي، قام بتأمين طلبات بقيمة 26 مليون دولار تقريباً من برنامج المساعدات.
وتأخذ الحكومة الفيدرالية في ألمانيا تقرير الصحيفة على محمل الجد، حيث قال متحدث باسم وزارة الخارجية إن توصيات التقرير تخضع حالياً لتقييم الدول المانحة، وهناك توقّع عام بأن تتمسك الأمم المتحدة بالمبادئ الإنسانية المتمثلة بعدم التحيز والاستقلال والحياد.
ونقلت الصحيفة عن وكالة أسوشيتد برس بأن مسؤولة منظمة الصحة العالمية في دمشق أكجمال ماغتموفا متورّطة بدعم الأسد، حيث ضغطت على موظفي المنظمة لتوقيع عقود مع سياسيين كبار في حكومة ميليشيا الأسد للحصول على الأموال، ووزعت أجهزة كمبيوتر وسيارات على ممثلي النظام وأنفقت الكثير من أموال الأمم المتحدة في فندق سامر الفوز.
كما أعطت وظائف في الأمم المتحدة لأقارب الأسد وأقارب مسؤولين بنظامه، رغم أنهم لم يكونوا مؤهلين تقنياً وبعضهم متهم بانتهاكات لحقوق الإنسان وجرائم حرب.