سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى
كلف الرئيس الروسي قائدا جديدا له في سوريا وهو سيرديوكوف.
ولد سيرديوكوف -وفق وزارة الدفاع الروسية- في منطقة روستوف عام 1962 وتولى مناصب مختلفة بدءاً من قائد فصيلة الاستطلاع إلى قائد فوج المظلات.
ولمع القيادي الروسي في حربَي الشيشان حيث بدأ حياته الإجرامية هناك وكان مسؤولاً عن العديد من المجازر وفق مصادر متطابقة.
وشغل سيرديوكوف عام 2011 منصب قائد الجيش الخامس في المنطقة العسكرية الشرقية ثم تدرج بالمناصب ليصبح النائب الأول للقائد – رئيس أركان المنطقة العسكرية الجنوبية.
شارك ضمن قوات الجيش الروسي التي احتلت شبه جزيرة القرم في ربيع 2014، وهكذا حتى عام 2016 حيث شغل منصب قائد قوات الإنزال الجوي.
أما في سوريا فقد تولى سيرديوكوف مهمة قيادة القوات الروسية في فترتين منفصلتين، أولاهما كانت من 10 نيسان 2019 إلى أواخر أيلول 2019، وكان قائداً لقوات التدخل العسكري الروسي في الحرب.
أما الفترة الثانية فهي مؤخراً ولا يُعرف تاريخ بدايتها على وجه التحديد، إلا أنه يُعتقد أنها بدأت في حزيران 2022 بعد إقالته من مهامه في أوكرانيا.
كما لعب الضباط الروسي دوراً مهماً في كازاخستان، حيث تم تعيينه قائداً لقوات حفظ السلام التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي فيها في شهر كانون الثاني عام 2022.
ومع بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، ترددت شائعات عن سيرديوكوف من قبل الفاينانشيال تايمز بأنه سيكون قائد القوات الروسية التي ستشارك بالغزو.
وتولى الجنرال أندري نيكولايفيتش سيرديوكوف عشرات المهام ورُقّي لأرفع المناصب في الجيش الروسي، إلا أن الرئيس الروسي بوتين وعلى وقع خسائرة المتتالية في أوكرانيا بدأ على ما يبدو بسياسة جديدة تعتمد على إعفاء ضباطه الفاشلين بتحقيق أهداف الغزو ونقلهم إلى سوريا.
وكان أحدث ظهور لسيرديكوف، الذي شغل منصب قائد قوات الإنزال الجوي الروسية على مدار أربعة سنوات، ما نشره نابل العبد الله قائد ميليشيا الدفاع الوطني في مدينة السقيلبية، حيث أجرى القيادي الروسي الذي يبدو أنه قد عيّن مجدداً في سوريا زيارة تفقدية لمناطق في ريفي حماة وإدلب تقع تحت سيطرة النظام السوري .
وظهر سيرديكوف رفقة نابل العبد الله وعدد من ضباط النظام السوري في “كنيسة آيا صوفيا” بالسقيلبية بمناسبة رأس السنة وعيد الميلاد وفق التقويم الشرقي للكنائس الأرثوذكسية، حيث أشعل شمعة في الكنيسة وزرع شجرة تذكارية في حديقتها وسجّل كلمة له في سجلّ كبار الزوار.
كما قام سيرديكوف، وفق العبد الله، بزيارة تفقدية لمناطق خان شيخون بريف إدلب الجنوبي ومحردة والسقيلبية بريف حماة الشمالي الغربي، وسط حفاوة كبيرة من قبل عناصر قوات النظام.
ويبدو أن سيرديكوف الذي انتقل إلى خطوط الجبهات للمشاركة بغزو أوكرانيا في شباط عام 2022، قد عاد حديثاً إلى سوريا بعد أن تم إقصاؤه هناك إثر فشله الذريع في إحراز تقدم للجيش الروسي على الأرض.
وشارك أحد الناشطين المختصين بسياسة روسيا الدفاعية ويدعى “روب لي” صور زيارة سيرديكوف إلى السقيلبية معلقاً عليها بالقول إن “سوريا تبدو محطة للتناوب من قبل كبار القادة الروس الذين تم إعفاؤهم في أوكرانيا.
وتشكّل عودة سيرديكوف إلى سوريا كقائد للقوات الروسية العاملة فيها علامة جديدة لانتكاسة الجيش الروسي الذي مُني بخسائر كبيرة على جبهات القتال، حيث بات مضطراً بشكل مستمر لإحداث تغيير في البنية العسكرية الروسية عبر استبدال كبار قادته الذين لم تشفع لهم خبرتهم المكتسبة في المشاركة بالعديد من الحروب حول العالم بإحراز النصر الذي يسعى إليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
يُعرف سيرديكوف بأنه من ضباط الصف الأول المقرّبين من بوتين لما أُشيع عنه من وحشية خلال تاريخه الحافل بالجرائم في حربي الشيشان الأولى والثانية والحملات في سوريا وأوكرانيا.