الحسكة – مروان مجيد الشيخ عيسى
كثر خلال السنة و الثمانية الأشهر الماضية الحديث عن مشروع محطة آبار علوك الواقعة بريف مدينة رأس العين (90 كم ) شمالي غربي الحسكة،وتكرار قطع المياه منها لأكثر من 20 مرة.
حيث أصبحت المحطة واسمها وموقعها وتوقيفها من قبل الجيش التركي و قطع الكهرباء عنها وإعادة تشغيلها من أكثر وأهم الأخبار المتداولة حتى في وسائل الإعلام العالمية.
كما أصبحت من أشهر المحطات في العالم كما وصفها أحد ظرفاء مدينة الحسكة مثلها مثل محطة فضاء” ناسا” الأمريكية، ومحطة بوشهر النووية الإيرانية، فما هي محطة مشروع آبار علوك وماذا تعرف عنها.
تعتبر المحطة من المشاريع الثانوية وليست الرئيسية في تأمين مياه الشرب لمدينة الحسكة مركز المحافظة حيث بدأ التفكير بشكل جدي بإنشائها عند بدأ التنبؤ بأن السدود المائية في محيط مدينة الحسكة بدأت بالنفاذ، ولم تعد تلبي كافة احتياجات المدينة مع التوسع السكاني فيها.
وانطلق إنشاء مشروع آبار محطة علوك والتي سميت نسبة للقرية التي حفرت بها الآبار حيث تم في البداية حفر /30/ بئراً فيها عام 2010 م ،بعدها تم تنفيذ الأعمال المدنية والميكانيكية والكهربائية وخط الجر الرئيسي قطر 1200مم والانتهاء منها بتاريخ 6-6-2011م
وتم استثمار المحطة ودخولها العمل الفعلي في شهر تموز عام 2013م مع الانخفاض الشديد جداً في مياه بحيرة السد الغربي التي كانت مصدر مياه الشرب لمدينة الحسكة من محطة الحمة.
وفي عام 2018م تم حفر أربعة آبار احتياطية داخل تصوينة المحطة ليصبح عدد الآبار الكلي /34/ بئراً، حيث تصل غزارة كل بئر من الآبار 34 بحدود 200م3/سا وتم ربطها بخطوط تجميع تصب في خزان ارضي رئيسي داخل محطة مياه علوك السعة التخزينية 10 ألاف م3.
ومضى على توقف مياه مضخة علوك بريف الحسكة التي تعتبر الشريان الرئيسي لتغذية المنطقة بمياه الشرب، نحو 5 أشهر، في ظل استمرار الجيش التركي والفصائل الموالية في استخدام المياه كسلاح للحرب، بالتوازي مع الصمت الدولي.
وتوقفت محطة علوك لعدم التوافق بين الإدارة الذاتية مع الأتراك والفصائل الموالية لها، حيث أن الأخيرة لم تلتزم بتشغيل الآبار بالعدد المتفق عليه إبان المفاوضات برعاية الروس، كما تمت سرقة الكهرباء مجددا من قبل الفصائل لإنارة مقراتهم وري محاصيلهم الزراعية، مما أجبر الإدارة الذاتية لقطع الكهرباء من محطة الدرباسية عن المحطة وحرمان الأهالي من مياه الشرب.
ويعاني نحو مليون نسمة من أهالي مدينة الحسكة وأريافها من شح المياه في المنطقة، في ظل وجود تدابير غير كافية من قبل مديرية المياه التابعة للإدارة الذاتية، عبر تخصيص نحو 30 صهريج للمياه وتوزيعها على الأهالي في الحسكة.
وعبر الأهالي عن استيائهم، لا سيما بعد اعتمادهم على مياه الصهاريج والتي ترتفع سعرها بحسب ارتفاع سعر الدولار الأمريكي، حيث بلغت مؤخراً بـ 15 ألف ليرة سورية للبرميل الواحد، هذا إلى جانب هناك قرى تعاني من صعوبة وصول الصهاريج إليها، بسبب جغرافيتها، أو بسبب قربها من خطوط التماس مع منطقة الفصائل الموالية لتركيا ، ما يحمل المواطن متاعب إضافية.
وناشد الأهالي السلطات المعنية بالعمل على إيجاد حل لهذه الأزمة المستمرة، منعاً لحدوث كارثة إنسانية في المنطقة، داعيين الجهات الفاعلة وذات النفوذ في سوريا بالتدخل الفوري، للحد من انتهاكات وممارسات تركيا التي تتعمد في تعطيش الأهالي في المنطقة وبالتالي تهجيرها، والتي تندرج ضمن جرائم الحرب ضد المدنيين.
ويشار إلى أن الإدارة الذاتية فشلت في تنفيذ مشروع حفر آبار سطحية في عدة أحياء مدينة الحسكة خلال العام الفائت، التي باشرت بتنفيذها بهدف التخفيف من أزمة المياه في المدينة، ولكن دون تحقيق الأهداف المرجوة.
إضافة إلى محاولة إيصال جر مياه نهر الفرات، التي لم تلب احتياجات السكان لسببين الأول أنه لايتم الضخ إلا بالأشهر مرة، والسبب الثاني هو طبيعة المياه التي تأتي من الفرات، فهي مياه غير صالحة للشرب.
ليبقى المواطن ينتظر الفرج من صاحب الفرج.