وزير الخارجية الإماراتي في زيارة دعم جديدة للنظام السوري

شرق أوسط – مروان مجيد الشيخ عيسى

التقى وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان برئيس النظام بشار الأسد، يوم الأربعاء، في ثاني زيارة له إلى دمشق منذ عام 2011.

وبحسب صفحة موالية على “فيس بوك”، فقد ناقش بشار الأسد ووزير الخارجية الإماراتي تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين. ونقلت عن الأسد قوله إن إعادة العلاقات بين البلدين يصب في مصلحة الاستقرار الإقليمي.

وقالت وكالة أنباء الإمارات (وام) ، إنهما ناقشا أيضا التطورات في سوريا والمنطقة، حيث عبر الوزير الإماراتي عن دعمه لحل سياسي لإنهاء الصراع. وانضم إلى وزير خارجية الإمارات وفد من المسؤولين الاقتصاديين والأمنيين.

وآخر زيارة أجراها وزير خارجية الإمارات إلى دمشق كانت في تشرين الثاني 2021، تلتها زيارة بشار الأسد إلى أبو ظبي في آذار 2022.

وتمارس الإمارات العربية المتحدة ضغوطا قوية من أجل عودة النظام السوري إلى الساحة العربية. بعد أن قاطعت غالبية الدول العربية دمشق خلال الحرب، وصوتت على تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية، تقود أبوظبي في الوقت الحالي الجهود لإلغاء هذا القرار. وأعادت الإمارات فتح سفارتها في سوريا، وعرضت استثماراتها لإنعاش الاقتصاد السوري المنهار. وخلال الشهر الجاري، أرسلت وزير الخارجية الشيخ عبد الله بن زايد إلى دمشق للقاء بشار الأسد، وهو أول لقاء يجمع بين مسؤولي البلدين منذ عقد من الزمن.

في الآونة الأخيرة، أصبحت الإمارات من الدول الداعمة بشكل غير رسمي للنظام السوري. لكن لسائل أن يسأل، ما هو هدف الإمارات من هذا الدعم؟ ولماذا غيرت موقفها وأصبحت تقود جهود المصالحة رغم سلوك الأسد المتعنت؟

في الواقع، هناك الكثير من التفسيرات، ومنها إبعاد الأسد عن إيران، والالتفاف على تركيا، والاستفادة من الفرص الاقتصادية  المتاحة هناك، وتمهيد الطريق لمحادثات سلام سورية إسرائيلية بوساطة إماراتية. لكن من غير المرجح أن تنجح الإمارات في تحقيق أي من هذه الأهداف.

حتى إن تمكن المستثمرون الإماراتيون من الالتفاف حول عقوبات قيصر الأمريكية، فإن سوريا تظل سوقًا غير جذابة في ظل عدم الاستقرار وانتشار الفساد.

في الواقع، لم تكن الإمارات أبدًا من أشد منتقدي النظام السوري. ورغم انضمامها إلى المعسكر المناهض للأسد منذ سنة 2011 عبر إرسال المساعدات إلى الثوار، فإن مشاركتها لم تكن بقدر تورطها في صراعات أخرى، مثل الحرب في ليبيا واليمن، أو بقدر مشاركة المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا في الصراع السوري. وقد ظلت دبي ملاذًا آمنًا للعديد من الشخصيات المؤيدة للأسد وثرواتها خلال الحرب، بما في ذلك والدة الأسد وشقيقته. جعل ذلك طريق التقارب بين دمشق وأبوظبي، أقصر من طريق الرياض أو الدوحة أو أنقرة.

لكن ذلك لا يفسر بشكل كامل سلوك الإمارات المفاجئ تجاه نظام الأسد. في هذا السياق، يؤكد بعض المراقبين أن الدوافع الاقتصادية هي سبب تحول موقف الإمارات تجاه النظام ، حيث تتطلع أبوظبي إلى لعب دور محوري في إعادة بناء الاقتصاد السوري الذي مزقته الحرب.

وحتى أبرز حلفاء الأسد، إيران وروسيا والصين، مترددون بشأن الاستثمار في البلاد. قد يساهم تقارب بعض الدول مع الأسد في جذب بعض الاستثمارات، لكن ذلك ليس العامل الأساسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.