شرق أوسط – مروان مجيد الشيخ عيسى
لم تقتصر مأساة الحرب السورية على البشر، في مشهد مأساوي من عشرات آلاف القتلى ومصابي الحرب، وموجات اللجوء التي لم يشهدها التاريخ الحديث منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، فقد طالت آثار الحرب المستمرة منذ أكثر من عقد، الحجر أيضاً.
وإن كانت المدن والمصانع والبنى التحتية من الخسائر التي يمكن تعويضها مستقبلاً في حال توفر التمويل والإرادة اللازمين، فإن تدمير إرث سوريا الحضاري والتاريخي عبر تحطيم آثارها أو نهبها ونقلها إلى الخارج، يعتبر من أكثر ويلات الحرب السورية مأساة، وأصعبها تعويضاً إن لم يكن مستحيلاً أصلاً
ففي بيان صادر عن وزارة التجارة التركية نشرته وكالة الأناضول، فإن فرق الجمارك تمكنت من ضبط القطع الأثرية رغم محاولة إخفائها داخل السيارة، مشيراً إلى أنه عثر على مجسّمات لشخصيات بشرية وحيوانية مختلفة مخبأة تحت غطاء قماشي في المنطقة الواقعة بين المقود والزجاج الأمامي.
وأضاف أنه تم إرسال القطع إلى مديرية متحف هاتاي لفحصها من قبل فرق إدارة مكافحة التهريب التابعة للجمارك للاشتباه في أنها قد تكون قطعاً أثرية تاريخية
بعد التحليلات التي أجراها علماء الآثار، تم تحديد 51 قطعة تعود لبلاد ما بين النهرين، وقد تم صنعها باستخدام العاج وعظام الحيوانات، وكانت تستخدم لتزيين الأثاث أو أشياء مماثلة للاستخدام”.
ووفقاً للبيان يعتقد بأنه تم إنتاجها في الفترة الممتدة من 2750 إلى 2250 قبل الميلاد، وهي تشبه الأشكال الموجودة في مقابر ملك أور ومعروضة في أماكن مثل بريطانية وبغداد وجامعة شيكاغو ومتاحف سوريا بدير الزور”
وكانت السلطات التركية أحبطت الشهر الماضي محاولة تهريب نسخة توراة أثريّة نادرة قادمة من سوريا إلى مدينة إسطنبول، حيث تم القبض على عدة أشخاص متورطين في العملية كانوا يحاولون بيعها بمبلغ خيالي.
وتمت مصادرة نسخة التوراة التي تعود لنحو 700 عام، والمكتوبة على جلد الغزال بماء الذهب، في منطقة بولانجاك في ولاية غيرسون شمال البلاد، بعد عبورها الحدود السورية، وذلك لبيعها بمبلغ 1.5 مليون دولار.