ريف دمشق – مروان مجيد الشيخ عيسى
أخلت ميليشيا “حزب الله” اللبناني عدة نقاط عسكرية لها بالقرب من الحدود السورية اللبنانية، قرب قرية كفير يابوس القريبة من مدينة الزبداني بريف دمشق، ونقلت معداتها ليل أمس باتجاه رأس العين الحدودية.
وتضم النقاط عدة عناصر منهم لبنانيي الجنسية وسوريين متطوعين، ودشم عبارة عن أكياس من التراب، وسيارات عسكرية نوع “ميتسوبيشي” رباعية الدفع مزودة برشاش نوع 12.7 مم.
تم إنشاء بعض النقاط عام 2019 وهي للتفتيش والرصد باعتبار قربها من الحدود مع لبنان.
في حين قام عناصر “حزب الله” بازالة كافة معالم النقاط العسكرية بالكامل والدشم والكتل الاسمنتية التي كانت موجودة جانبها ولم تبقي لها أي أثر يدل على وجود أي نقطة عسكرية في المكان.
ورصد ناشطون بتاريخ 11 أيلول الفائت، أن ميليشيا حزب الله اللبناني عمدت إلى إجراء عمليات تموضع عدة ضمن مواقع ونقاط عسكرية عديدة تابعة لها في كل من محيط العاصمة دمشق وبادية حمص الشرقية، حيث أفادت مصادر محلية ، بأن حزب الله عمد خلال الساعات الفائتة إلى نقل أسلحة وذخائر من مواقع عسكرية تابعة له جنوب العاصمة دمشق إلى مواقع أخرى تقع جنوب غربي دمشق في محيط الكسوة، وجرى توزيع الأسلحة على أكثر من مستودع بأوامر من قيادات الحزب.
منذ عام 2011، بدأ حزب الله اللبناني تدخّله في سورية، بتقديم الخدمات الاستشارية لقوات النظام والأجهزة الأمنية، ثم الدعم العسكري غير الرسمي، ليعقبه التدخّل الرسمي واسع النطاق في نيسان/ أبريل 2013، خلال معركة القصير قرب حمص.
وخلال سنوات النزاع، عزز حزب الله من انتشاره عسكرياً في 9 مناطق، دون الاعتماد على حضوره المباشر فحسب، بل بعد إنشاء شبكات محلية تدين بالولاء له.
ويساهم تحديد نقاط تمركز الحزب في تحديد مسار أهم طرق الإمداد البري التي تعتمد عليها لتوريد الأسلحة إلى لبنان، وفي معرفة منشآت التدريب والتسليح والتخزين التابعة للحزب في سورية، وفي توضيح الأهداف الاستراتيجية التي حققها حزب الله من تدخله في سورية، وطريقة نشاطه عسكرياً وأمنياً وثقافياً واقتصادياً.
وتُعتبر خريطة الانتشار العسكري لحزب الله في سورية، هي الأولى من نوعها، إذ لم يسبق أن تم تغطية كافة مواقع تواجد الحزب بهذا الشكل. لكن ينبغي الإشارة إلى أن جهات أخرى أصدرت من قبل خرائط لتوزع الحزب في سورية، إلا أنها لم تكن شاملة أو لم تتصف بالدقة.
وقد حمل تحديد مواقع انتشار وتوزع حزب الله في سورية عدداً من التحديات، منها صعوبة التمييز بين نقاط تواجد حزب الله وغيره من القوات الأجنبية والمحلية، لا سيما على خطوط التماس الممتدة على مسافات طويلة، إضافة لعدم وجود قواعد عسكرية كبيرة له على غرار القوى الأخرى. هذا عدا عن صعوبة الوصول إلى معلومة دقيقة ومتطابقة من المصادر المغلقة في ظل السيولة التي توفّرها المصادر المفتوحة.