العراق – فريق التحرير
في الوقت الذي أحيا فيه العراق قبل أيام الذكرى الخامسة لإعلان النصر على تنظيم الدولة “د ا ع ش” في 10 ديسمبر 2017، وفيما أعتبره مراقبون محاولة من فلول التنظيم لإثبات وجوده، وقعت الأحد، واحدة من أكبر العمليات التي نفذها التنظيم هذا العام بالعراق، حيث قتل على الأقل 7 من أفراد قوات الأمن العراقية بينهم ضابط رفيع برتبة رائد وجرح 3 آخرون، في هجوم استهدف آلية تقلهم في محافظة كركوك في شمال العراق.
مراقبون وخبراء يرون أن تكرار وقوع عمليات ينفذها التنظيم في عدد من محافظات العراق التي كان ينشط فيها سابقا إبان سيطرته على مناطق واسعة من البلاد ما بين العامين 2014 و2017، يشكل ناقوس خطر من عودة التنظيم الإرهابي.
أوصى الخبراء بمراجعة الخطط الأمنية وتوسيع رقعة العمليات الاستباقية الاستخبارية والعسكرية ضد أوكار التنظيم وخلاياه النائمة في العديد من المناطق التي تتواجد فيها فلول تنظيم الدولة “د ا ع ش” ، ولا سيما في المناطق الشمالية والغربية من البلاد، والتي تنتشر عادة وفق الخبراء في مناطق التماس ما بين القوات الاتحادية العراقية وقوات البيشمركة في محافظات كركوك وديالى وصلاح الدين ونينوى، وعبر الحدود العراقية السورية.
يقول الباحث السياسي والأمني العراقي رعد هاشم، في حديث “وقوع مثل هكذا حوادث مؤلمة يعود بالدرجة الأولى مع الأسف إلى الغفلة والتهاون بالنسبة لبعض القطعات العسكرية، مما يتيح حصول ثغرات ينفذ منها إرهابيو التنظيم لتنفيذ عملياتهم الدموية هذه، فضلا عن عدم تنشيط المعلومات والمتابعة الاستخبارية والأمنية الحثيثة وباستمرار وجدية في مساحات واسعة من المناطق التي كان يتواجد فيها الإرهاب”.
أضاف رعد هاشم: “أي أن عدم تتبع تحركات تنظيم الدولة “د ا ع ش” كما يجب ورصد خطوط إمداداته، أنعش تواجده في مناطق عراقية عديدة مثل محافظة كركوك، علاوة على أن تحرير الصفرة وهي المنطقة التي وقع فيها هذا الهجوم، وكما هي حال مختلف مناطق قضاء الحويجة، تم على يد فصائل مسلحة وليس على يد قوات أمنية مهنية وحرفية، لذلك بقيت العديد من تلك المناطق تعاني من وجود بقايا شراذم الإرهاب، حيث يتحرك عناصرها بأريحية فيها، كونهم كانوا مختبئين كخلايا نائمة وقنابل موقوتة، وهكذا فوجود ثغرات أمنية يمكن الإرهابيين من التحرك والمناورة والمباغتة، خاصة وأن ثمة مناطق تضاريسية وعرة ورخوة أمنيا، توفر لهم إمكانية للاختباء والتخفي عن الأنظار ومن ثم الرصد وشن هجمات غادرة على العسكريين والمدنيين العراقيين”.
ويختم الباحث الأمني والسياسي العراقي رعد هاشم بالقول: “علماً أن العراق شهد هذه الأيام احتفاليات يوم النصر والقضاء على تنظيم الدولة “د ا ع ش” ، لذلك كأن التنظيم عبر هذا الهجوم الدموي يتحدى الدولة والأجهزة الأمنية، ويوصل رسالة مفادها أنه موجود ولم يتم القضاء عليه تماما، وهذا مؤشر خلل وتقصير يحسب على الجهات الأمنية التي لم تكمل مهمتها بشكل تام في القضاء على نقاط تواجد الإرهاب على كامل مساحة العراق، حيث لا زال خطره محدقا بين الفينة والأخرى، مما يتطلب توخي الحذر ومضاعفة جهود مكافحة الإرهاب ومتابعة تحركات التنظيم وخلاياهم النائمة في كل مكان لاستئصال مكامن الخطر” .