سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى
يشكل اللاجئون السوريون معضلة اللبنانيين ، رغم أنهم يستفيدون من منح الأمم المتحدة ملايين الدولارات. فقد كشف المدير العام للأمن اللبناني عباس إبراهيم، أن مليوناً و330 ألف لاجئ سوري في لبنان لا يرغبون بالعودة إلى بلادهم، وذلك في تناقض مع الرواية التي تروّج لها كل من النظام السوري وحزب الله بتحسّن الواقع المعيشي في مناطق سيطرة النظام السوري .
وقال إبراهيم في حديث إلى “قناة العراقية الإخبارية”، نقلت مقتطفات منه الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، إن عدد اللاجئين السوريين في لبنان يبلغ مليونين و80 ألف لاجئ.
وتشكك الأمم المتحدة بتلك الأرقام وتؤكد أنها مبالغ فيها وأن أعداد السوريين في لبنان لا تتجاوز 850 ألف لاجئ معظمهم ينحدر من منطقة القلمون الحدودية.
وفي الـ 25 من الشهر الماضي، أشار إبراهيم إلى أن 540 ألف سوري “عادوا طوعاً” إلى بلدهم منذ بدء خطة إعادتهم عام 2017.حسب قوله .
وتأتي هذه التصريحات بعد أن أعادت السلطات اللبنانية دفعتين من اللاجئين إلى سوريا خلال الشهر الماضي ضمن ما عُرف بمسرحية العودة الطوعية”، وذلك رغم التحذيرات الدولية والحقوقية من إعادتهم إلى بلادهم المصنفة “غير آمنة”.
وأعلن وزير المهجّرين اللبناني عصام شرف الدين في تموز عن خطة لإعادة حوالي 15 ألف لاجئ إلى سوريا شهرياً، مستنداً في ذلك إلى أن سوريا أصبحت آمنة إلى حد كبير بعد أكثر من عقد على نشوب الحرب.
ولن تتضمن الخطة أي دور للأمم المتحدة التي تصر على أن الظروف في سوريا لا تسمح بعودة اللاجئين على نطاق واسع.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش، في تموز إن “سوريا أبعد ما تكون عن توفير الأمن والسلامة للعائدين”. وكتبت مديرة قسم الشرق الأوسط في المنظمة، لمى فقيه، في منشور اللاجئون السوريون الذين عادوا بين عامي 2017 و2021 من لبنان والأردن واجهوا انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان واضطهاداً على يد النظام السوري والميليشيات التابعة لها”.
وكانت منظمة العفو الدولية قد سلطت الضوء في تقرير سابق على انتهاكات مورست ضد اللاجئين السوريين الذين عادوا في أوقات سابقة إلى مناطق سيطرة النظام السوري .
وقالت المنظمة في تقريرها الذي عنونته بعبارة: “أنت ذاهب إلى موتك”، إن ضباطاً في مخابرات النظام السوري أخضعوا النساء والأطفال والرجال العائدين للاحتجاز غير القانوني أو التعسفي والتعذيب.
وخلصت منظمة العفو الدولية إلى أنه لا يوجد جزء من سوريا آمن للاجئين للعودة إليه، بما في ذلك دمشق أو محيطها، وأن الأشخاص الذين غادروا سوريا منذ بداية النزاع معرضون لخطر حقيقي بالاضطهاد عند عودتهم.