السويداء – مروان مجيد الشيخ عيسى
مع تفاقم اﻷوضاع في السويداء جنوبي سوريا، في ظل أزمة الوقود الخانقة، والتراجع المستمر للوضع المعيشي، بينما يدعو ناشطون إلى مواصلة الاحتجاجات.
وقال ليث البلعوس قائد حركة رجال الكرامة ونجل “وحيد البلعوس” مؤسس الحركة، في لقاء مع جريدة القدس العربي“، إن “القادم قاتم، والثورة في السويداء هي ثورة سياسية ضد الطغمة الحاكمة التي تعمل بشكل طائفي”.
ووضح إلى أنه تلقى تهديداً مباشراً من قبل مدير إدارة المخابرات الجوية اللواء “غسان إسماعيل”، مؤكداً على استمرار الحراك في السويداء رغم التهديد.
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد تداولت خلال اﻷسبوع الماضي، مقطعاً مصوراً يظهر محافظ السويداء “بسام بارسيك”، وهو يهدد وفداً من وجهاء المدينة بقمع أي تصعيد شعبي، فيما لوّح الوفد بتحرّك “رجال الكرامة”، ضدّ النظام.
وحول مآلات التصعيد والجهات المسؤولة عن إيصال السويداء إلى “حالة الاحتقان هذه”، أكد “البلعوس” أن تلك الحالة بدأت عام 2018 إبان هجوم تنظيم الدولة “د ا ع ش” على المنطقة، حيث “تغيرت موازين كثيرة”.
وأكد أنه “من كان مؤيداً للنظام انقلب موقفه واستفاق من حالته، وبلغت حالة الاحتقان ذروتها خلال العام الحالي 2022″، نافياً أن تكون “هبة السويداء بوجه الظلم”، هي “ثورة جياع”.
وأضاف: “منذ عام 2012 تطوّع مع الشيخ الوالد وحيد البلعوس 3000 مسلح جميعهم مع الثورة، ضد النظام السوري ، فالثورة ثورة سياسية تبدأ بمطالب الناس ومطالب اقتصادية وتنتهي بمطالب سياسية.
أما بالنسبة للنظام – يضيف البلعوس – فهو اليوم “خالي الوفاض من المطالب السياسية والاقتصادية، ولا يملك لا اقتصاداً يقدمه ولا حلاً سياسياً، وبالطبع سوف يرد على انتفاضة أهالي السويداء بالحديد والنار ففاقد الشيء لا يعطيه”.
ومضى قائد حركة “رجال الكرامة” بالقول: “الآتي قاتم حسب الواقع الذي نراه على أرض الواقع، ولمن يقرأ ما بين السطور فالوضع بالجبل لا تُحمد عقباه، لأن النظام لا يملك أي حل اقتصادي أو سياسي، فهو يريد جر المنطقة إلى الصدام المسلح”.
وأوضح أن موقف النظام موقف طائفي، مضيفاً بالقول: “هددنا بشكل علني وصريح بسبب الانتفاضة القائمة في السويداء، وقال: فعسنا بقلب 20 مليون سُني ومش عاجزين عنكن يا دروز”.
وأكد “البلعوس” أن تهديد المحافظ لأهالي السويداء، ينم عن خلفية النظام ورجالاته الطائفية، فهم “لا يحترمون لا الدين ولا العرق ولا الطائفة ولا المجتمع المدني ولا الله تعالى”.
هل ستُفلح جهود الوساطة؟ نزل عدد من موظفي النظام في مجلس المحافظة إلى المحتجين يوم اﻷحد الماضي، داعين إلى التوقف عن احتجاحاتهم، ومتعهّدين بالعمل على “تحسين الخدمات”، والوضع المعيشي. لكنّ “البلعوس” نفى وجود “أي جهة للوساطة أو التهدئة، لأن النظام متعنت برأيه، ويعتبر أن أهالي السويداء جماعة خارجة عن القانون، ودمهم حلال ولا بد من تعليق المشانق لهم بسبب تطاولهم على “رموز الوطن”، ومن هي هذه الرموز؟ رموز يختصرونها ببشار الأسد”.
كما انتقد نجل مؤسس “رجال الكرامة”، أجهزة المخابرات مع وجود “يد داخلية من أبناء الطائفة، هم وراء الاحتقان والتوتر في الجبل، وهم وراء تفاقم الوضع”.
وأشار إلى جهات تهدف للوصول إلى مرحلة الصدام مع الشعب، “لتوجيه رسالة مفادها أن الشعب عبارة عن خارجين على القانون، ثم يضع نفسه موضع الدفاع عن الذات”.
وحول مواقف السوريين الداعمين لحراك السويداء داخل البلاد وخارجها، توجّه “البلعوس” بالشكر “لكل حر شريف قلبه على بلده”، مؤكداً أن “الشعب السوري شعب حر موحد، ولديه الكرامة، وأي موقف فيه كرامة سوف يتحرك له”.
وأكد أن السويداء “ترفض التعدي على الكرامة والحرمات”، وتؤيد “الوقوف بوجه الظلم”، مضيفاً: “الآن أهالي جبل العرب يعيدون تاريخ أهلهم وأجدادهم وأمجادهم، ونقف قلباً وقالباً مع مطالب الشعب وعند كرامة أهلنا بكل أطيافهم وطوائفهم وسنقف لآخر نفس موقف عز وكرامة”.
يُذكر أن كافة مناطق سيطرة النظام تشهد حالةً من الاحتقان جراء تفاقم أزمة المحروقات وتراجع الأوضاع المعيشية.