ديرالزور – مروان مجيد الشيخ عيسى
يتحدث السكان في دير الزور بمناطق سيطرة النظام السوري عن الفساد في كل المنظمات الإنسانية .
وتلجأ هذه المنظمات إلى حيل قانونية يتم خلالها نهب الأموال والمساعدات بحماية من عناصر نافذة في أجهزة النظام الأمنية والشبيحة.
فمنظمة الفاو مثلا تؤخر المنح المالية التي تعطى للمزارعين بدلا عن السماد الزراعي للإستفادة من فرق صرف الدولار.
فقيمة المنح 65 دولاراً بينما يعطى المزارع 245 ألف ليرة سورية ليكون ربح موظفي المنظمات 100ألف ليرة سورية.
فكل المنظمات في دير الزور تسلم بالليرة السورية وهي بالأساس بالدولار مع عدم احتساب فرق صرف الدولار.
هذا أحد الأساليب البسيطة.
وقد حرمت مئات العائلات في دير الزور من حصص المعونات الشتوية المقدمة من قبل بعض المنظمات، بسبب فساد الموظفين بدعم من النظام السوري المسيطر على المنطقة هناك.
أما مناطق الإدارة الذاتية فليست المنظمات بعيدة عن الفساد .
فمنذ فترة إحدى المنظمات العاملة في المنطقة سلمت رئاسة المجلس المحلي في قرية “معيزيلة” 2400 حصة وهي لنازحي أهالي القرية البالغ عددهم 3800 عائلة.
وأضاف، أنه من المفترض توزيع 3800 حصة لكل العوائل، لكن هذه الحصص لا تصل بالعدد المخصص بسبب السرقات والفساد، حيث يسرق القائمون على المنظمة 400 حصة ويسلمون المتبقي لرئيس المجلس المحلي، بحسب المعلومات التي أدلى بها موظفو المجلس.
وأوضح أن الكميات المسروقة من قبل المسؤولين تباع في أسواق القرية بأسعار مرتفعة تصل إلى أكثر من 150 ألف ليرة سورية، ما يجبر العائلات على شراء المساعدات في حال توفر المال.
وبالعودة إلى مناطق سيطرة النظام السوري يتراوح تدخل النظام بين التأثير المباشر على توزيع المساعدات، وتحديد من سيكون (ومن لن يكون) المستفيد من مختلف المشاريع؛ وتعيين أشخاص مقربين من النظام في مواقع نفوذ حاسمة في هذه المنظمات للسيطرة على عملها ومراقبته؛ والاستيلاء المباشر على المساعدات لقوات وميليشيات النظام، وأحيانا بنسب أكبر مما يصل إلى المستفيدين المقصودين. وينتشر قبول مثل هذا التدخل في جميع منظمات الإغاثة، الدولية منها والسورية؛ وهناك الآن تعايش خطير بين هذه المنظمات ومؤسسات النظام. وأخيراً، هناك أدلة وافرة على أن النظام السوري هو نفسه متورط في إنشاء العديد من منظمات المجتمع المدني التي تظهر لاحقاً في المفاوضات السياسية كممثلين للمجتمع المدني .
وباعترافات الأمم المتحدة فإن أكبر المستفيدين من أموال وإغاثات المنظمات في سوريا التي بلغت ملايين الدولارات هو النظام السوري.