نجاح اللاجئين السوريين في الزراعة فوق اساطيح البنايات في مصر

مصر – مروان مجيد الشيخ عيسى 

بعد أحداث الثورة السورية انتقل عدد كبير من اللاجئين السوريين إلى مصر وهناك أثبتوا نجاحهم في مجالات عدة خصوصا بعد أن وجدوا من الشعب المصري الحفاوة والترحيب بعكس لبنان وتركيا. 

وتشير تقديرات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، إلى أن عدد الجالية السورية في مصر يبلغ 242 ألف شخص، فيما تقول مصادر مصرية إن عددهم تجاوز نصف مليون سوري

حوّل لاجئون سوريون في محافظة الجيزة بمصر أسطح المنازل المهملة إلى مساحات صديقة للبيئة، وذلك في إطار مشروع لدعم اللاجئين، تموّله المنظمة الدولية للهجرة، بالتعاون مع شركة شادوف المصرية.

وذكرت وكالة رويترز، أن العديد من اللاجئين السوريين اتجهوا لزراعة الخس على أسطح المنازل لبيعه في محلات البقالة، ما يوفّر دخلاً لأسرهم ويحوّل أسطح المباني إلى مساحات خضراء.

وأشارت الوكالة إلى أن الزراعة على الأسطح هي جزء من مشروع لدعم اللاجئين تموّله المنظمة الدولية للهجرة بالتعاون مع شركة شادوف، وهي شركة محلية لتقنيات الزراعة الذكية في مصر.

ووفق الشركة المصرية، تم تركيب وحدات زراعية على 19 سطحاً حتى الآن، يديرها مهاجرون وعائلات مصرية لمساعدتهم على تحويل المساحات المهملة إلى وسيلة صديقة للبيئة لكسب الرزق.

وقال شريف حسني الرئيس التنفيذي للشركة، إنهم استطاعوا عبر المشروع خلق فرص عمل جديدة في إطار المشروع الذي يشمل بناء 30 مزرعة سيعمل فيها اللاجئون، في حين سيباع المحصول في سوبر ماركت في القاهرة.

وتحّدث أحد اللاجئين السوريين عن المشروع قائلاً: إن هذا الإحساس يأتي من وقت أن يزرع البذور حتى تنضج وتصبح خسّاً، معتبراً أن المشروع يعلمه الصبر خلال فترة الانتظار حتى إنزال المحصول إلى السوق.

وإلى جانب مساعدة اللاجئين على إيجاد فرصة عمل توفر لهم حياة كريمة، يهدف المشروع كذلك إلى تسهيل اندماجهم في المجتمع، وفق ما نقلت رويترز.

من جهته، ذكر لوران إم.جي دي بوك رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في مصر، أن “للمشروع بُعداً يتعلق أيضا بزيادة الوعي بالنهج الصديق للبيئة في الحياة. أدركنا مع الأزمة التي يمر بها العالم أنه من المهم للغاية توعية الناس بالدور الذي يمكنهم القيام به في إنتاج طعامهم، والطعام الصحي على وجه الخصوص. لذا فالمشروع يضمن الانتشار بين العائلات وفيما يتعلق بهذا لدينا 35 أسرة تستفيد من المشروع وكيفية إنتاج الغذاء الصحي”.

اعتبر مدير المشروع ري سولو، أن الزراعة يمكن أن يكون لها أيضاً تأثير إيجابي على الصحة العقلية للمهاجرين الذين مروا بأوقات عصيبة.

وأردف: “الجزء الأول والأهم هو النشاط المدر للدخل، إذ تتاح لهم الفرصة لإنتاج شيء ما وتأمين بعض الدخل لأنفسهم. في الوقت نفسه يمكن أن يخدم هذا المشروع الصحة العقلية لجميع المستفيدين بالنظر إلى أن بعض المستفيدين من اللاجئين الذين مروا بأوقات عصيبة أو صعبة خاصة في المجتمع. هذا بمثابة حافز للمضي قدما. في الوقت نفسه، هذا يجمع بين المجتمع المضيف والمهاجرين الذين يعيشون في المنطقة، يجمعهم سوياً ليتعاونوا ويتبادلوا المعلومات بين بعضهم البعض”.

وأشارت الوكالة إلى أن المستفيدين تلقوا من مشروع الزراعة على الأسطح تدريباً لأسبوعين لتعلم كيفية تشغيل نظام الزراعة المائية.

وقالت لاجئة سورية إن للأسطح مفهوماً مختلفاً، حيث يعتبرها العديد من الناس مساحة زائدة في المنزل أو لوضع الأغراض غير اللازمة، إلا أن المشروع من شأنه أن يحسّن المظهر، معربة عن أملها بأن تبقى فكرة الاستفادة من أسطح المنازل ثقافة سائدة عند الناس.

وتتألق المشاريع السورية على اختلافها من محلات المطاعم والحلويات والأجبان والعطارة، فضلاً عن بروز العديد من مشاغل الملابس المصنوعة بيد سورية خصوصاً الجينزات والقطنيات. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.