سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى
كشف موظف سابق في شركة سيريتيل، عن أبرز الطرق التي اتّبعها النظام في التجسس على السوريين منذ بداية الثورة، مشيراً إلى أن الطرق التقليدية المتَّبعة في مراقبتهم باتت من الماضي، وأن النظام استعان بخبراء اتصالات إيرانيين من أجل تطوير تقنيات التجسس، وقد تجلى ذلك واضحاً بعد إنشائه لما بات يعرف باسم (فرع أمن المعلومات) سنة 2011.
و قال مهندس الاتصالات وأحد الموظفين السابقين في شركة سيريتيل (إبراهيم الصبّاغ)، إن فكرة التجسس الإلكتروني على المواطنين بدأت مع انطلاق الثورة سنة 2011، ودخول السوريين مجال التواصل الاجتماعي، حيث كان السوريون قبل الثورة يعتمدون فقط على المكالمات عبر خطوط الاتصال الخليوية أو الأرضية مع بعض برامج (التعارف والدردشة)، التي هي بالأصل خُصّصت لهذا الغرض فقط ولا تدعم أية خاصية أخرى، حيث اتبع النظام بعد اندلاع الثورة 5 طرق رئيسية للتجسس لا تزال مستخدمة حتى الآن كما يلي:
وحسب (الصباغ) هم عبارة عن مئات الأشخاص الذين ألحقهم النظام بأفرعه المخابراتية ومنحهم بطاقات وصلاحيات أمنية، ومهمة هؤلاء هي إنشاء حسابات على منصات التواصل الاجتماعي كـ (فيسبوك وتويتر)، وتتبُّع أخبار المعارضين للنظام ، ومحاولة معرفة أسمائهم الحقيقية عبر التواصل معهم، والحصول على معلوماتهم بذرائع شتى، وفي حال كان الشخص يقيم في مناطق تصل إليها أذرع النظام وميليشياته يتم اعتقاله على الفور.
ومهمة الجيش الإلكتروني لا تتوقف هنا، ففي حال لم يعطِ الشخص مكانه الصحيح، يتم اتباع أسلوب التعارف معه ومن ثم إجراء مكالمة يتم من خلالها تحديد برج الاتصال الذي يتلقى منه الإشارة ليتم اعتقاله لاحقاً، وذلك من خلال شركتي سيريتيل وMTN ليتم لاحقاً القبض عليه، وعادة ما يتم استخدام (إناث) في مثل هذه المهمات لكونهن يتمتعن بتأثير أكبر على من يتم التواصل معهم.
وعلى سبيل المثال، كان أمثال هؤلاء ينضمون لمجموعات التنسيق التابعة للمتظاهرين بدايات الثورة على برنامج SKYPE، ومن ثم يتتبعون مواعيد المظاهرات التي يتم الاتفاق عليها، ليتم إبلاغ الميليشيات وشبيحته ومخابراته ويكونوا على استعداد.
التجسس على المكالمات أمر مُتّبع منذ أن تولى الأسد الأب مقاليد الحكم بانقلاب البعث، حيث كانت خطوط الهاتف الأرضي تخضع للمراقبة باستمرار، وقد تم تطوير هذه الطريقة مع بدايات الثورة مع استقدام النظام أجهزة تنصت جديدة من إيران، إضافة لخبراء إيرانيين قاموا بالإشراف على تركيب هذه الأجهزة وتوزيع أبراجها إلى جانب أبراج التغطية الخاصة بشركات الاتصال الخليوية، ليتم نشر تلك الأبراج في الأماكن المرتفعة من الأحياء تماماً كما هو الحال بالنسبة لأبراج التغطية، بحيث تستطيع التقاط أكبر قدر من المكالمات.