حي القابون الدمشقي بين الدمار وقوانين النظام المجحفة

دمشق – مروان مجيد الشيخ عيسى 

كان حي القابون من أوائل الأحياء الدمشقية التي وقفت ضد النظام السوري وتعرض الحي لقصف عنيف وممنهج مما أثر على أكثر من 85٪ من أبنيتها وحولها إلى دمار

ومنذ أيام أصدر محافظ دمشق التابع للنظام السوري قبل أيام ، قراراً يسمح بموجبه بترميم ما تبقّى من منازل حي القابون في العاصمة دمشق، ونص القرار على منح الأذونات لترميم وتدعيم وإعادة بناء لأجزاء العقارات المرخصة الكائنة بمنطقة القابون في مدة أقصاها ستة أشهر، ووضعت المحافظة أربعة شروط تعجيزية للترميم، وذلك بعد أن هدم النظام  80 % من الحي وهجر معظم سكانه بتاريخ الشهر الخامس من عام 2017.

فالقرار خالي المضمون، لأن نسبة الدمار في الحي تصل إلى 80 % من الأبنية ولا يوجد في حي القابون إلا نسبة 8% من السكان ونسبة كبيرة منهم جاء من خارج الحي.

بحسب قرار المحافظة، فإن إعادة الترميم مشروطة بالموافقة الأمنية من فرع أمن الدولة وكذلك الموافقة الهندسية من مكتب المجلس المحلي وثبوت ملكية العقار وتعهد بإخلاء الأبنية في حال حدوث تنظيم جديد، وهذه الشروط غير مستوفاة لدى أكثرية أهالي الحي، بسبب ضياع الوثائق نتيجة القصف والتهجير وكذلك نتيجة حالات البيع والشراء التي جرت في الفترة السابقة بين عامي 2012 و2017 عندما كانت الفصائل الثورية تسيطر على الحي ولم يعترف النظام  بالبيوع العقارية وقتها.

فبلدية الحي التابعة للنظام اشترطت على أصحاب المنازل الذين يريدون الترميم في الحي الحصول على وثيقة تؤكد سلامة المبنى المراد ترميمه، ما يعني عدم مطابقة معظم المباني لهذا الشرط بسبب تضرّر العدد الأكبر منها، نتيجة أعمال القصف من قبل قوات النظام السوري على مدى خمس سنوات بين عامي 2012 و2017.

وعدد الذين من الممكن أن يستفادوا من القرار لا يتجاوز العشرات، لأن أجهزة النظام الأمنية لم تسمح سوى لعدد قليل بالعودة إلى القابون بعد عام 2017 وتغيب معظم الخدمات عن الحي من كهرباء وماء واتصالات.

فميليشيا النظام قامت بعد التهجير مباشرة بعمليات هدم ممنهجة في الحي طالت الأبنية التي لم تتهدم بالقصف والقذائف، كما شمل الهدم منطقة الجامع الكبير ومنطقة النهر ومنطقة علوان ومنطقة البعلة، وتم جرف مقبرتي الشهداء وإزالة الأبنية العالية.

وأزالت الأبنية العالية على جانبي الأوتوستراد الدولي حمص –دمشق في حي “القابون”، كما أزالت أبنية مؤلفة من 4 طوابق وأخرى مؤلفة من 12 طبقة، وباتت عمليات تفجير الأبنية شبه يومية بين عامي 2018 وحتى عام 2020، وزعم النظام أن التفجيرات تعود لأنفاق من مخلفات الفصائل المنتشرة هناك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.