سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى
وقد كشف موظف سابق في شركة كهرباء حلب ومسؤول الصيانة في محطات الزربة والسفيرة في ريفها، عن استغلال شخصيات نافذة في النظام السوري وميليشياته لمسألة الطاقة، من أجل تنفيذ مشاريع بديلة للطاقة في المدينة، ولاسيما الأمبيرات بحيث تكون الخيار الوحيد .
بدأت مسألة قطع الكهرباء بأوامر مباشرة من الأفرع الأمنية سنة 2012، حيث كانت ميليشيات الأمن تطالب بقطع الكهرباء عن الأحياء التي ستداهمها لقمع مظاهرة فيها أو اعتقال أحد ما، ولأن الأحياء تشترك في خطوط التغذية، فكثير من الأحيان كنا نضطر لقطع الكهرباء عن خمسة أحياء معاً .
رغم تسليح الثورة وسيطرة الجيش الحر على نصف مدينة حلب، استمر قطع الكهرباء ولكن لأسباب أخرى، فتارةً كانت تأتي الأخبار عن عطل هنا أو هناك وتارة يتم إخبارنا بتضرر كابلات الكهرباء أو سرقتها في هذا المكان أو ذاك، وعلينا قطع الكهرباء فوراً عن هذه المنطقة أو تلك مع العلم أن الكثير من المناطق التي كنا نقطع الكهرباء عنها خاضعة لسيطرة النظام ولا يوجد بها أية اشتباكات ولا أعطال في محولات الطاقة أو الكابلات.
وقد استولى على ملف الكهرباء في مدينة حلب سنة 2014، شخصان باتا يمثلان لاحقاً حيتان الكهرباء وهم جمال حساني عضو في قيادة فرع حزب البعث بحلب، يشاركه في ذلك عضو مجلس الشعب السابق عبد الملك بري وذلك منذ العام 2014، وقد تولى هؤلاء شراء صفقات المولدات تارة من لبنان وتارة من تركيا وإدخالها إلى حلب.
وتم الأمر كله على مرأى من النظام وميليشياته وبمباركة منه، وذلك بعد اتفاق يقضي بتسليم ملف الطاقة في حلب إلى هاتين الشخصيتين، مقابل حصول النظام ممثلاً بشركات الكهرباء فيها الثلاث على حصة نسبية تبلغ 30 %”.وكان قطع الكهرباء في البداية يعتبر مقبولاً نوعاً ما، سيما وأن عمليات القطع كانت تتم وفق نظام 5/5 خمس ساعات قطع وخمس ساعات وصل وقد كان الأمر يتم بالتناوب، ليلجأ هؤلاء لعدة أساليب من أجل ضمان قطع الكهرباء، حيث أمروا مجموعات تابعة لهم على الأرض بسرقة كابلات الطاقة من بعض المناطق التي تعتبر مغذية للعديد من الأحياء، ومن ثم الإعلان عن سرقة المسلحين للكابلات، إلا أن كذبتهم لم تنجح لأن المناطق التي سرقت منها الكابلات كانت بأكملها تحت سيطرة ميليشيات النظام
مع كشف أكاذيبهم، لجأ هؤلاء لرواية أخرى مفادها وجود بعض أصحاب النفوس المريضة الذين يسرقون النحاس، فضلاً عن تعرض المحطات للقصف وغيرها من أخبار كاذبة هدفها بالمرمى الأول إقناع الحلبيين باللجوء للمولدات، التي بدأ انتشارها في أحياء الأثرياء كالمريديان – الموكامبو – الفرقان – الشهباء الجديدة قبل أن تتم إتاحتها لأحياء الطبقة المتوسطة، ثم المساهمة بوصولها إلى مناطق سيطرة الجيش الحر في حلب الشرقية.
مهمة هؤلاء كانت التلاعب بخطوط التغذية تدميرها أو فصلها ريثما يتم نشر المولدات الضخمة وفرض الاشتراك في نظام الأمبيرات، كما كانت عصابات الكهرباء في الشركة تتلقى رشاوى وإكراميات من بعض الأشخاص من أجل دعمهم في مسألة كهرباء الشركة/الكهرباء النظامية عبر نقل خطوط المنازل التي تدفع لهم من فاز إلى فاز، أي إنه وبمجرد انقطاع الكهرباء عن خط التغذية وعودتها على خط آخر، يتم نقل خطوط الدفيعة إلى الخط الذي يعمل.
هذا حال الكهرباء في حلب فماذا نقول عن بقية مناطق سوريا.