دير الزور جوهرة من جواهر الشرق اسم خالد وتاريخ مشرق

ديرالزور – مروان مجيد الشيخ عيسى 

على حوض نهر الفرات الخالد نشأت أقدم الحضارات الإنسانية التي جعلت دير الزور تتألق بأقدم المنشآت المعمارية وتفخر بأهم مكتشفاتها الأثرية وتتفاخر بمنجزاتها الحضارية المعاصرة.

وتنتشر الحقول والبساتين والحدائق والغابات على امتداد ضفتي الفرات ما يجعل دير الزور أجمل زمردة خضراء وسط الصحراء، تبلغ مساحتها 31000 ألف كم2 ويزيد عدد سكانها على مليون ونصف مليون نسمة

وكانت الدير تسمى قديماً بميناء السلسلة، وهذا الاسم اتخذ معناه من الصخور العظيمة التي تقطع النهر في أكثر من موضع، وهي أشبه ما تكون بالحواجز، ومن المؤكد أن هذه الحواجز قديمة، ويوجد في مواضع عدة من تلك الصخور مسامير مثبتة فيها، لها رؤوس متجهة عكس مجرى الماء، وبعض تلك المسامير كانت كبيرة جداً، وهي مغمورة تحت الماء بمقدار ذراعين، وهي من عمل الأقدمين الذين إذا داهمهم الأعداء في سفن منحدرة مع مجرى الماء تصطدم بهذه الحواجز المخفية ولا بد لها أن تغرق

ومن خلال التوصيف الذي جاء به كاسبارو الذي تحدّث فيه عن المسامير العملاقة المغروزة في قاع النهر لأغراض دفاعية، يمكننا القول إن تلك التحصينات العسكرية تعود إلى عصر الدولة الآشورية الحديثة (930- 612 ق.م) التي تميّزت بنشاطها العسكري الواسع وإنشاء التحصينات الدفاعية النهرية، وقد خلّدتها رسومات الآشوريين النحتية المكتشفة في عاصمتهم نينوى وعدد من المدن التي خضعت لهم.

أما عن أول ذكر لمدينة الدير  دير الزور ، في العهد العثماني كان عام ١٥٢٩ ، حيث ذكر المؤرخ خليل ساحل أوغلي في بعض الوثائق العثمانية بكتابه تاريخ الأقطار العربية  أن من لواحق ولاية ديار بكر ، مدينة دير الرحبة عام ١٥٢٩ و أميرها وقت ذاك علي بك ، ثم خلفه بعد ذلك الأمير أحمد بك بن فائق بك عام ١٥٣٠ م..

كان اسم مدينة دير الزور في بدايات العهد العثماني دير الرحبة نسبة إلى مدينة قلعة الرحبة قرب مدينة المياذين حاليا .

إذ لا يوضع اسم دير من غير لاحقة له ، ليتميز عن غيره من الأديرة

وحول عام ١٥٥٥ تحولت دير الرحبة إلى مركز سنجق متصرفية و استمرت تسميتها كذلك حتى ثورتها عام ١٧٢٠ ، ثم تدميرها في أواسط عام ١٧٢١

و بقي اسم الدير مع غياب اللاحقة له وإن كانت بعض الوثائق ذكرتها بتلك الفترة تحت مسمى دير الشعار و دير بشارة ، لكن لم تحظ تلك التسميات بالتداول و الشهرة الكبيرة كما اسم دير الرحبة

وما بين عامي ١٨٠٠ – إلى ١٨٥٠ أطلق العثمانيون على منطقة الفرات الأوسط ، اسم أرض الزور Zoor وفي عام ١٨٦٤ تمت إعادة تأسيس المتصرفية من جديد بعد طلب التماس للسلطان ، قدمه تسعة من كبار مشايخ العشائر في المنطقة بتفويض من باقي المشايخ و المخاتير و صارت الدير هي مركز المتصرفية الجديدة كما كانت سابقا

و في ثمانينات القرن التاسع عشر  ١٨٨٠ – ١٨٨٩ أصبح العثمانيون يطلقون على المدينة اسم دير الزور في عدد من مراسلاتهم الرسمية و كذلك في دفاتر التعيينات السنوية السالنامات .

وستبقى ديرالزور خالدة في ذاكرة أهلها خلود الفرات وخلود تاريخ أهلها المشرق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.