يشعر حلفاء الولايات المتحدة في شمال شرق سوريا بقلق متزايد من عزم تركيا شن عملية عسكرية جديدة في المنطقة محذرين من أن ذلك قد يشجع ويقوي التنظيمات الإرهابية في المنطقة.
وكان إردوغان أعلن الإثنين أن بلاده ستشن قريبا عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا لإنشاء منطقة آمنة بعمق ٣٠ كلم على طول حدودها مع جارتها الجنوبية
وعلى الرغم من تأكيد مجلس الأمن القومي التركي أن أي عمل عسكري لن يستهدف سلامة أراضي جيراننا وسيادتهم بأي شكل من الأشكال إلا أن مسؤولين في قوات سوريا الديمقراطية قسد قالوا إن التوغل التركي قد يؤدي إلى كارثة وفقا لمصدر مقرب من قيادة قسد أن أي عملية عسكرية تركية ستحول تركيزنا نحو مواجهتها لأن الدفاع عن أراضيك أولوية أعلى بكثير من محاربة تنظيم د.ا.عش في المناطق.
فالعملية التركية ستعرقل حراسة الآلاف من أسرى دا.ع.ش والعمليات الأسبوعية الجارية ضد التنظيم في المنطقة
وأضاف أن السجون التي تضم عناصر داعش ستكون أكثر عرضة لمحاولات الهروب من الآن.
كما أعرب مسؤولون آخرون عن قلقهم بشأن ضمان أمن عشرات السجون في شمال شرق سوريا والتي تضم حاليا حوالي ١٠٠٠٠ من مقاتلي د.ا.عش مشيرين إلى أن بعض هذه السجون موجودة في مناطق قد تستهدفها القوات التركيةوقالت ممثلة قوات سوريا الديمقراطية في الولايات المتحدة سينام محمد إن مهمة تأمين السجون ليست مهمة صغيرةوأضافت أنه في حال شنت تركيا عمليات عسكرية في شمال شرق سوريا فإن مقاتلي داعش سيكونون في وضع أفضل وقد يتمكنون من تحرير مقاتليهم من السجون ويحذر مسؤولون آخرون من أن تنظيم د.اع.ش يزداد قوة مستشهدين بذلك بالعملية التي نفذها التنظيم قبل أربعة أشهر واستمرت أسبوعا في محاولة منهم لتحرير مئات المعتقلين في سجن بمدينة الحسكة.
وإن المسؤولين تواصلوا مع الولايات المتحدة
للتعبير عن مخاوفهم من التوغل التركي المحتمل وهي رسالة تردد صداها في واشنطن
وحذرت الولايات المتحدة الثلاثاء تركيا من شن أي عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا مؤكدة أن من شأن مثل هكذا تصعيد أن يعرض للخطر أرواح العسكريين الأميركيين المنتشرين في المنطقة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس للصحفيين إن الولايات المتحدة قلقة للغاية إزاء هذا الإعلان وأضاف ندين أي تصعيد ونؤيد الإبقاء على خطوط وقف إطلاق النار الراهنة كما أعرب المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي مؤخرا عن قلق الولايات المتحدة البالغ بشأن إعلان أنقرة عن نيتها زيادة نشاطها العسكري في شمال سوريا وأضاف كيربي للصحفيين أن هذا الأمر يمكن أن يؤدي إلى ابعاد عناصر قوات سوريا الديمقراطية عن القتال ضد د.ا.عش ولدى الولايات المتحدة ما يقدر بنحو ٩٠٠ جندي في سوريا لدعم العمليات ضد د.ا.عش.
وخلصت تقييمات الولايات المتحدة للتوغل التركي السابق في شمال سوريا في عام٢٠١٩ إلى أن الهجوم سمح لـ٢٠٠ معتقل انتموا لتنظيم د.ا.عش بالفرار ومن المحتمل أن يمنح التنظيم الوقت والمكان للتعزيز والنمو
ومنذ ٢٠١٦ شنت تركيا ثلاث عمليات عسكرية في سوريا لإبعاد المقاتلين الأكراد السوريين الذين تحالفوا مع الولايات المتحدة في حملتها ضد تنظيم د.ا.عش.