القوات الأمريكية تستعد لحروب المستقبل بدون جيوش ولا حتى رصاصة واحدة!

عليكم الاستعداد لحروب المستقبل.. لن تستخدموا أي رصاصة ولن يتحرك أي جيش”.. بهذه الكلمات خاطب رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال، مارك ميلي، دفعة الضباط المتخرجين حديثاً من أكاديمية ويست بوينت، العسكرية، ليتركهم بعدها في حيرة من أمرهم.

 

– حروب المستقبل

رسم ميلي، للضباط المتخرجين حديثاً، صورة قاتمة لعالم أكثر اضطراباً مع وجود قوى عظمى منافسة عازمة على تغيير النظام العالمي وقواعده المستقرة، وبينها الصين التي يبدو أن روبوتاتها تثير قلق أمريكا بالحروب المقبلة.

 

وأتى تصوره في مسار إستراتيجيات الأمن القومي التي تصدرها الإدارات الأمريكية المتعاقبة، والتي تحاول بشكل مستمر تسليط الضوء على التهديدات المستقبلية التي من الممكن أن تعترض استمرار ريادة وهيمنة الولايات المتحدة العالمية اقتصادياً وعسكرياً في المستقبل، خاصةً وأن ميلي، أوضح لضباط أن أمريكا لم تعد القوة العالمية المهيمنة.

 

– طبيعة الحروب المستقبلية

في هذا السياق، أوصل الجنرال ميلي للضباط، أن العالم أصبح أكثر اضطراباً، وقال: “إنهم سيتحملون مسؤولية التأكد من أن أمريكا مستعدة لمواجهة هذا المستقبل، مع التغير الذي سيشهده طابع الحرب وأسلحتها في العقود الثلاثة المقبلة”.

 

وأوضح أن الجيش الأمريكي لا يمكنه التشبّث بالمفاهيم والأسلحة القديمة، وعليه تحديث وتطوير القوة والمعدات التي يمكن أن تردع أو تحقق النصر في صراع عالمي إذا لزم الأمر.

 

وأشار إلى أنه يجب على الضباط المتخرجين تغيير الطريقة التي تفكّر بها القوات الأمريكية، وكيف تتدرب، وكيف تقاتل.

 

 

 

ووفقاً لتصور الجنرال ميلي، فإن ضباط وجنود الجيش الأمريكي سيقاتلون غداً عن طريق الدبابات والسفن والطائرات الروبوتية، كما أنهم سيعتمدون على الذكاء الاصطناعي والوقود الاصطناعي والأجهزة المصنعة بتقنيات “ثلاثية الأبعاد” (3D) والهندسة البشرية، والروبوتات المقاتلة.

 

ورأى أن التطور في مجال الذكاء الاصطناعي بجوانبه العسكرية “هو التغيير الأكثر عمقاً على الإطلاق في تاريخ البشرية”، لافتاً إلى أنه “مهما كانت المميزات التي تمتعت بها الولايات المتحدة عسكرياً على مدى الـ70 سنة الماضية، فإنها تواجه بالفعل تحديات في كل مجال من مجالات الحرب في الفضاء والفضاء السيبراني والجو والبحر، وبالطبع في ساحات القتال الأرضية”.

 

وعلق على الدروس المستفادة من الحرب الأوكرانية الجارية، قائلاً: “إن الحرب المستقبلية ستكون معقدة للغاية، مع أعداء مراوغين وحرب مدن بما يتطلبه ذلك من أسلحة دقيقة بعيدة المدى، وتقنيات متقدمة جديدة”.

 

كيفية الاستعداد لمثل هذه الحروب

كشف رئيس هيئة الأركان المشتركة أنه يتم حالياً اختبار قدرة أمريكا في أوروبا بواسطة الحرب الروسية على أوكرانيا، وفي آسيا من خلال النمو الاقتصادي والعسكري الهائل للصين، فضلاً عن التهديدات النووية والصاروخية لكوريا الشمالية، وفي الشرق الأوسط وأفريقيا من خلال عدم الاستقرار “من قبل الإرهابيين”.

 

مشيراً إلى أن أمريكا لم تعد القوة العالمية بلا منازع، قائلاً -في حديثه للضباط الجدد- “إن المستقبل الذي سيتم تكليفك بمواجهته هو مستقبل قد يشهد نشوب صراع دولي كبير بين القوى العظمى، في وقت تتقارب فيه الإمكانيات والقدرات العسكرية بينها. ومهما كان حجم الريادة الأمريكية، فالفجوة بيننا وبين خصومنا تقل”.

 

وأقرَّ ميلي بأنه، في الوقت الحالي، يحدث تغيير جوهري في طبيعة الحرب ذاتها، فيقول “نحن نواجه الآن قوتين عالميتين، الصين وروسيا، لكل منهما قدرات عسكرية كبيرة، وكلتاهما تنوي تماماً تغيير النظام الحالي القائم على القواعد القديمة”.

 

وقال إن الهجوم الروسي على أوكرانيا يعلّم العالم أن “العدوان الذي يترك من دون رد لا يؤدي إلا إلى تشجيع المعتدي”.

 

ولفت ميلي إلى أن تكنولوجيا الأسلحة ستتغير أيضاً بشكل كبير في العقود المقبلة، وسيكون التحول جذرياً مثل التغيير من السيف إلى البندقية، أو من البندقية إلى المدفع الرشاش، مشيرا إلى أن التفوق التكنولوجي التلقائي في صالح أميركا لن يستمر طويلا.

 

إلا أن الجنرال أكد للضباط المتخرجين الجدد أن “جيلكم هو الذي سيحمل العبء ويتحمل مسؤولية الحفاظ على السلام بمنع اندلاع حرب بين القوى العظمى”.

 

والجدير ذكره أن عدم اليقين بشأن طريقة إنهاء الحرب الأوكرانية الجارية، أو مستقبل نظام الحكم داخل روسيا، وسعي دول أوروبية كألمانيا للاستثمار في نظمها التسليحية والدفاعية، وضع أمام الخبراء العسكريين الكثير من العوامل الواجب أخذها في حساباتهم الجديدة عند التخطيط لحروب المستقبل.

وكالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.