لا يستطيع أحد أن ينكر حجم الانتهاكات وجرائمهم الحرب والجرائم بحق شعب أعزل جريمته بحق البشرية جمعاء ففي تسريب مصور جديد وثق مقطع فيديو اللحظات الأخيرة من عمر شاب يرتدي ملابس مدنية على يد عدد من شبيحة أسد في الغوطة الشرقية.
ونشر أحد الناشطين المختص في توثيق ضحايا الثورة وجرائم ميليشيا أسد تسجيلاً مصوراً حصل عليه مؤخراً لعملية تصفية شاب على يد شبيحة الأسد.
ويظهر التسجيل الشاب جاثياً على ركبتيه وفيما يحاول الضحية رفع سبابته والتشهد يشهر أحد الشبيحة سلاحه ويطلق الرصاص على رأسه مباشرة ليسقط الضحية مضرجاً بدمائه الزكية لتشهد أمام الله على بعض من جرائم النظام السوري ولم يكتف شبيحة أسد بإعدامه رمياً بالرصاص بل عمد بعضهم إلى القفز فوق جثته وركلها في بأقدامهم في إهانة لكرامة الذات الإنسانية وهذا إن دل على شيء فهو يدل على نظام فاقد لكل قيم الإنسانية.
وبعد أن تم نشر الفيديو تعرف أقارب الضحية إليه وتبين أنه أحد أهالي قرية الزمانية بريف دمشق ويدعى ذيب صالح المحمد الحريبي وهو من مواليد عام ١٩٨٣ متزوج ولديه أربعة أطفال وقد قال أحد أبناء عمه في منشور على فيسبوك أن الضحية مدني أعزل وقد فقد في الشهر الثالث من العام ٢٠١٨ ببداية التصعيد على الغوطة الشرقية قبل احتلالها ولم تعرف عائلته مصيره تلك الفترة.
كما نشر أحد أصدقاء الضحية صورة سابقة له ونعاه وأكد أنه وقع أسيراً بيد ميليشيا الأسد في الغوطة الشرقية
وفي ٢٧ من الشهر الماضي نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تسجيلاً يوثق قيام صف ضابط في أجهزة ميليشيا أسد الأمنية يدعى أمجد يوسف بعمليات إعدام جماعية في حي التضامن جنوب دمشق كما قام عناصر الميليشيا بتكويم الجثث فوق بعضها وحرقها.
فيما أفاد موقع newlines أن عدد الضحايا الموثقين في ٢٧ تسجيلاً بحوزة معدي التحقيق الذي نشرته الغارديان بلغ ٢٨٨ شخصاً معظمهم من فئة من الشباب وكبار السن وعدد من النساء والأطفال.
واعتادت ميليشيا أسد وأجهزته الأمنية على التنكيل بالسوريين بعد اعتقالهم من الشوارع والمنازل دون أي مسوغ قانوني وذلك كسياسة ممنهجة تهدف إلى قمع المدن الثائرة وبث الرعب في صدور أبنائها وفي عام ٢٠١٤ سرّب الضابط السوري المنشق قيصر ٥٥ ألف صورة تتضمن مشاهد لـ ١١ ألف معتقل سوري قتلوا بأبشع أنواع التعذيب في سجون ميليشيا أسد بسبب مشاركتهم في المظاهرات المناهضة لأسد وميليشياته وكانت تلك الصور كفيلة بنقل صور مأساة المعتقلين السوريين للمجتمع الدولي وعلى ضوئها أقرت واشنطن قانون قيصر لمحاسبة أسد ومسؤوليه لكن تلك التحركات لم تكن كفيلة بوقف الانتهاكات والتعذيب تجاه المعتقلين الذين ما زالوا قابعين في سجون الميليشيا ويتعرضون للتعذيب الوحشي ويبقى هذا النظام القمعي يمارس جرائمه بحق الشعب السوري الذي كانت جريمته أن طالب بالحرية.