حافظ أسد و بداية النهاية لسوريا 

أعطى الأسد في البرلمان الذي عينته القيادة القطرية التي عينها أسد بعد سيطرته على  ٨٧ مقعدًا للبعثيين الموالين له و١١ مقعدًا للاتحاد الاشتراكي الناصري و ٨ مقاعد للشيوعيين و ٧ مقاعد للمستقلين التقدميين و٤ مقاعد للاشتراكيين العرب جماعة أكرم الحوراني و ٣ مقاعد للزعماء الدينيين ومقعدين للناصريين المستقلين وعندما لم يبق أمامه معاند أو معارض بعد انتحار الجندي أو نحره أجرى اقتراعًا شعبيًا لرئاسة الجمهورية كان فيها المرشح الوحيد فنال في استفتاء نزيه جدًا في ١٢ -٣- ١٩٧١ ما يزيد عن ٩٩% كأول رئيس جمهورية في تاريخ سورية ينتمي إلى الأقلية العلوية وكيلا يثير الأسد في نفوس الأكثرية ردود فعل على انتخابه رئيسًا للجمهورية باعتباره من أبناء الطائفة العلوية سعى إلى عقد مؤتمر ديني ضم لفيفًا من رجال الدين العلويين وهم : عبد اللطيف إبراهيم مرهج ، وعبد الكريم الخير ، وحيدر محمد ، ومحمود صالح عمران ، وحسين سعود ، وسليمان العيسى ، وكامل حاتم ، وعبد الكريم علي حسين. 

١- أصدر هؤلاء الشيوخ العلويون في مطلع تشرين الأول بيانًا أكدوا فيه على انتمائهم للإسلام  وبإقرارهم بالشهادتين والتزامهم بأحكام الدين الإسلامي من أصول وفروع وأن أصول الدين خمسة هي : التوحيد والعدل والقرآن والسنة والإمامة والمعاد  ثم دعم الأسد هذا البيان بفتوى من موسى الصدر نصت على أن العلويين طائفة من المسلمين الشيعة  وبهذا أكد الأسد على انتمائه للإسلام بفتوى موسى الصدر الذي ذهب إلى ليبيا ولم يعد وبالبيان الذي أصدره شيوخ الطائفة العلوية ليصبح الأسد رئيسًا للجمهورية السورية عام ١٩٧١ 

٢- تحدث الأسد عن الحريات بعد أن نصب نفسه رئيسًا للجمهورية السورية فانخدع الشعب لبرهة من الزمن واندفع وراءه  أملاً في الانفراج وإنهاء لسيطرة الحزب البغيضة والمتسلطة على حياة السوريين ثم حدث تطور آخر أو بالأحرى خدعة أخرى  وهي تشكيل الجبهة الوطنية التقدمية التي ضمت تجمعات سياسية صغيرة من غير البعث لكنها كانت ممنوعة من النشاط السياسي في صفوف الجيش والطلاب وبالرغم من ضعفها وقيامها بوظيفة الديكور التي تستر بها النظام على جرائمه فإن النظام عمل على شق هذه التنظيمات إلى شراذم صغيرة كالذي حدث للحزب الشيوعي  وللاتحاد الاشتراكي الناصري  وظلت هذه الجبهة لا تعني أكثر من اشتراك وزير يمثل حزبه في الوزارة  مقابل أن تقوم أحزاب الجبهة العتيدة بوظيفة شاهد زور على الجرائم التي ارتكبتها السلطة في المجالين السياسي والاجتماعي  لتساهم في سحق جماهير الشعب باسم الجبهة الوطنية التقدمية

٣- ما هي السيرة الذاتية أو موجز عنها لهذا الضابط الذي بلغ منصب رئيس الجمهورية  وصار الحاكم الفرد المطلق لسورية  وزرع الرعب في قلوب السوريين واللبنانيين والفلسطينيين ، وخرج على المحيط العربي كله بتعاونه الوثيق مع الإيرانيين ، وفعل بسورية ما لم يفعله استعمار أو انتداب أو أي حاكم في العهود الماضية. 

ينتسب حافظ أسد إلى الطائفة العلوية من عشيرة لم تكن بشهرة العشائر العلوية القوية وكان والده يعمل سائسًا للخيل في أحد المخافر خدمة خيل الدرك وقد ذاق طعم الفقر إذ لم تكن عائلته ميسورة الحال. كان جده سليمان قوي البنية  اشتهر بالمصارعة والقدرة على التحمل فأطلق عليه أهل قريته اسم الوحش لكن هذا الوحش كان أحد الموقعين على العريضة التي رفعها بعض أعوان الفرنسيين من العلويين عام ١٩٣٦ يطالبون فيها فرنسا أن تبقى في احتلالها أو انتدابها على سورية خوفا من تسلط أهل السنة عليهم كما جاء في المذكرة وكان عمر حافظ أسد إذ ذاك ست سنوات

٤- يفسر بعض الكتاب الباحثين تحرك العلويين السياسي وتقلبهم في الأحزاب العلمانية  منذ دخل الفرنسيون إلى سورية مثل القومي السوري والعربي الاشتراكي ثم البعث العربي الاشتراكي والحزب الشيوعي  والأحزاب التقليدية كحزب الشعب والحزب الوطني  تفسيرات دينية باطنية  تبشرهم بظهور الأقنوم الإلهي على أسد كما يشير بذلك شاعرهم : 

وسوف يظهر مولانا على أسد من عين شمس له بالأنفس الرهب ظهور كشف به يصفوا لشيعتنا ولا ينالهم من بعده نصب 

لقد ذكر ذلك الأستاذ محمد المجذوب رحمه الله في كتابه : الإسلام في مواجهة الباطنية ونقله عنه عدد من الباحثين.

إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.