عاد الأسد إلى قصره في دمشق الساعة الرابعة عصراً بعد أن سمع في طهران نبرة حادة تم لفت نظره من خلالها إلى ضرورة عدم المس بالمصالح الإيرانية في سورية استجابة لأي ضغوط محتملة من مسار التطبيع العربي الذي سارت فيه بعض الدول العربية معه. بالإضافة إلى تنبيهه من عدم التسامح مع تهديد أعوان إيران المنتشرين على الأراضي السورية وعلى رأسهم حزب الله اللبناني وأذرع الحرس الثوري المختلفة
فالرئيس الإيراني أكد للأسد قواعد الاشتباك المعتمدة من قبل إيران في سورية بالقول: إن جنوب سورية سوف نحوله لجنوب لبنان جديد مهما كلف الثمن وجاء ذلك خلال لقاء منفصل جمعه بالأسد.
الزيارة التي أعلن عنها التلفزيون الإيراني الرسمي هي الثانية خلال الأعوام العشرة الماضية بعد زيارته التي قام بها في فبراير ووفقاً لبيان نشره خامنئي على موقعه الرسمي فإن العلاقات بين طهران ودمشق علاقات حيوية مضيفاً أنه يجب بذل مزيد من الجهود المشتركة لتطوير العلاقات بين البلدين أكثر فأكثر.
خامنئي لم يتكتم على ما تضمنته المحادثات مع الأسد وتبدى ذلك من خلال تصريحاته الرسمية التي قال فيها بينما يتواصل قادة دول الجوار مع زعماء الكيان الصهيوني ويحتسون القهوة معهم يتظاهر سكان هذه الدول نفسها ويرددون شعارات مناهضة للصهيونية كما في يوم القدس هذا هو واقع المنطقة الآن.
فإيران منغمسة في دعم الأسد منذ اندلاع الثورة السورية في عام ٢٠١١ مالياً وعسكرياً واستخبارياً وسياسياً واستنفرت كافة الجهات التابعة لها في المنطقة لمنع سقوط الأسد زاجة بميليشياتها متعددة الجنسيات في الحرب التي شنها الأسد على الشعب السوري مثل لواء فاطميون و عصائب الحق العراقية والزينبيون وغيرهم.
وكان لكبار المسؤولين الإيرانيين كقاسم سليماني وغيره دور كبير في محاولة السيطرة على الخارطة السورية وتمشيطها من كل مظاهر المعارضة مستعملة التغيير الديموغرافي والتهجير والتشييع المبرمج إلى جانب دعم وتشجيع عناصر تلك الجهات على ارتكاب المجازر بحق المدنيين السوريين في كافة المناطق.
ومن جانبه بقي الأسد حريصاً على طمأنة إيران على أن تحالفها معها تحالف وثيق في رد مستمر على الدعوات العربية التي تحدثت عن فك ارتباط الأسد مع إيران وقبل عامين قدم الأسد تعازيه لإيران باغتيال قاسم سليماني بالقول إن سورية لن تنسى وقوف سليماني إلى جانب القوات السورية ضد الإرهاب وداعميه.
وفي ظل تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا تتحسب إيران من أية متغيرات يمكن أن تطرأ على طاولة مفاوضات بوتين الخفية مع الغرب لا سيما وأن معلومات كثيرة وصلت عن سعي روسي خلال الشهرين الماضيين للحد من نفوذ إيران في المنطقة الوسطى كبرى المناطق السورية وقد وصل عدد من قيادات الفيلق الخامس المرتبط بروسيا مدينة تدمر بريف حمص الشرقي بهدف إجراء جولة استطلاعية تمهيداً لنشر مجموعات جديدة في المنطقة وأن قيادات الفيلق أجروا جولات داخل مدينة تدمر الأثرية وعلى أطرافها تمهيداً لاستقدام مجموعات قتالية للمنطقة التي باتت تشهد انتشاراً سريعاً وكبيراً للميليشيات الإيرانية وحزب الله.