تستدعي الأذهان أحيانا من التاريخ صور مجرمين كثيرين مروا على البشرية لمقارنة ما كانوا يقترفونه من جرائم مع جرائم حافظ الأسد وبشار وجندهما فلا تكاد تجد عبر التاريخ: من هولاكو إلى جنكيز خان إلى ستالين إلى هتلر وغيرهم شبيها الإجرام آل أسد وجنده حتى فرعون لم يصل بجنده للدرك الذي وصل إليه حافظ وبشار وهم يقتلون النساء والأطفال لقد حفظ لنا القرآن الكريم أن فرعون قال في حق بني إسرائيل: سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم اليهود الذين هدد فرعون بتقتيل أولادهم ليسوا من شعب فرعون أما حافظ وبشار فقد قتلوا الأولاد والشيوخ والنساء المفترضين أنهم مواطنون
وعندما نستدعي من التاريخ فرعون موسى لنضرب به المثل على ما ارتكبه حافظ الأسد و بشار وجندهما لا نرتكب مخالفة دينية ولا وطنية فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم عندما نقل له ابن مسعود رضي الله عنه أن أبا جهل قال وهو يلفظ أنفاسه في معركة بدر أبلغ صاحبك أني مازلت على عداوته فقال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: فرعوني أشد من فرعون موسى.
فرعون ادعى الألوهية فقال مخاطبا قومه: ماعلمت لكم من إله غيري كذلك فإن الشبيحة كانت تؤله حافظ وبشار الأسد أيضا حفظت لنا مقاطع اليوتيوب أن الشبيحة يقولون للمعتقلين: بشار ربكن الأقل تطرفا كانوا يضعون صورة بشار وينحنون أمامها ثم يغنون: مطرح ما بتدوس نطخي ونبوس أي أنهم يسجدون أمام الصورة ويقبلون الأرض التي يقفون عليها.
فحافظ وبشار الأسد وشبيحتهما كانوا أشد إجراما من فرعون وجنده فموسى كان يحاور فرعون فيما جاء من أجله ثم يخرج من قصره من دون أن يمسه فرعون بالأذى أما حافظ و بشار وأزلامهما فيحاورون المعارض بالقتل أو الاعتقال نقل القرآن الكريم حوارا بين موسى وفرعون ما كان حافظ أسد وبشار يتحاوران بمثلها مع معارضيهما كالحوار التالي:
قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَىٰ
قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ
قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَىٰ
قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ ۖ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى
وفي ختام الحوار يطلب فرعون من موسى المناظرة:
فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى
قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى.
فهذا الحوار كان بين طاغية مصر الذي يضرب بإجرامه المثل وبين النبي موسى عليه السلام فكيف كان الحوار بين حافظ وبشار الأسد وبين الشعب السوري على مدى عقود وما يزال.
فحافظ أسد أحنى رأسه للعاصفة بعد تظاهرة حلب في آذار عام ١٩٨٠ عندما تمكن حاور الشعب السوري بالقانون ٤٩ الذي يحكم بالإعدام على مجرد الانتماء للإسلام كما حاور حماة وأهلها بالمدافع والدبابات عام ١٩٨٢ أما وريثه بشار أسد فكان يحاور الشعب السوري بأشد مما فعل أبوه والولد سر أبيه كان الحوار بالقنابل البرميلية التي تزن ٢٠٠ كيلوغراما من قنابل عنقودية محرمة دوليا تقصفها الطائرات فوق رؤوس المدنيين السوريين كما قصف بشار أحياء دمشق بمدفعية الميدان بعيدة المدى نشرها حافظ أسد على قمة جبل قاسيون كما قصف بشار أسد دير الزور بصواريخ سكود على بعد ٨٠٠ كيلومتر من قمة قاسيون في دمشق.
فرعون الذي حكم بإعدام يهود: سنقتل أبناءهم و نستحيي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون ركب فرسه ولحق بموسى عندما جاوز ببني إسرائيل البحر أما بشار أسد الذي أستخدم القانون ٤٩ لتقتيل الشعب السوري كان يختبئ في زوايا قصره ولا يكاد يظهر خوفا من الثوار
فرعون ليس المثال الوحيد للمقارنة بجرائم يقترفها حافظ الأسد وبشار وجنده فقد مر في الوطن العربي والإسلامي طواغيت كثر حاربوا العرب والمسلمين لكنهم لم يفعلوا ما فعله بشار في السوريين هولاكو قائد التتار مثلا كان يذبح الجنود في بغداد لكنه لم يقتل امرأة واحدة.
فموسكو وطهران فهما تجتران فشلهما وقد بطل سحرهما عند السوريين ويبقى التساؤل: أيهما أشد إجراما فرعون الذي ذبح أبناء يهود أم حافظ وبشار الذان قتلا أبناء المسلمين ونساءهم سيسجل التاريخ أن حافظ و بشار أسد كانا الحاكمان الوحيدان الذان قتلا النساء والأطفال والشيوخ أثناء حكمهما.