عند جسر السيء الخسيس تتلاشى أحلام السوريين

إن عمليات الإفراج عن المعتقلين السوريين تتم في ظل فوضى متعمدة من قبل النظام تهدف كما يبدو إلى التغطية على مصير الآلاف من المفقودين أو الذين ماتوا تحت التعذيب.
فعمليات الإفراج ستستمر حتى تموز المقبل ومن المفترض أن تشمل الآلاف تباعا وفقا للعفو الذي أصدره النظام عن مرتكبي الجرائم الإرهابية كما يسميهم
ولا يشمل العفو أولئك المتهمين بموت إنسان بحسب صيغته الرسمية.
فالنظام لم يصدر أسماء المفرج عنهم من قبل وزارة العدل كما لا توجد أسماء لمن لم يشملهم العفو أو أولئك الذين ماتوا في سجون النظام بدون الإعلان عنهم
فمئات المواطنين يتجمعون تحت جسر ما يسمى بالرئيس وسط العاصمة دمشق بانتظار وصول دفعات المعتقلين للتعرف إليهم والاستفسار عن المعتقلين من أقاربهم وذويهم من هؤلاء الذين أفرج عنهم فإن قسما كبيرا من المعتقلين خرجوا فاقدين ذاكرتهم فيما شهد الشارع والحدائق المحيطة به ازدحاما كبيرا أعاق حركة السير في العاصمة السورية و أجهزة النظام الأمنية أفرجت عن ٢٤٠ معتقلا خلال ٤٨ ساعة الأخيرة من تنفيذ مرسوم النظام وهم من مختلف المناطق السورية فشوارع العاصمة دمشق كجسر ما يسمى بالرئيس وحي الميدان ومدينة صيدنايا وعدرا تشهد تجمعات كبيرة للأهالي ممن لديهم معتقلين مغيبين في سجون النظام منذ سنوات فأجهزة النظام الأمنية أخبرت أعضاء الفرق الحزبية ضمن مناطق سيطرتها أنه سيتم الإفراج عن عدد كبير من المعتقلين خلال الساعات القادمة وأنه بموجب المرسوم المزعوم  من المفترض أن تشهد سوريا الإفراج عن عشرات آلاف المعتقلين القابعين في سجون النظام السوري.
وحذر ناشطون من محاولة نظام بشار الأسد تلميع صورته عبر إصدار قانون العفو ومحاولته التهرب من الانتهاكات الخطيرة التي ارتكبها في سجونه منذ ٢٠١١ خاصة أمام توالي التقارير الدولية وضغط المنظمات الإنسانية والحقوقية بخصوص ملف التعذيب والتجاوزات الخطيرة لحقوق الإنسان في السجون والمعتقلات وتشير الإحصائيات إلى مقتل أكثر من ١٠٥ آلاف معتقل تحت التعذيب داخل سجون نظام بشار الأسد منذ انطلاقة الثورة السورية في العام ٢٠١١.
وأصدر بشار الأسد الاثنين مرسوما يقضي بمنح عفو عام عن الجرائم الإرهابية المرتكبة من السوريين قبل تاريخ الثلاثين من نيسان لهذا العام عدا التي أفضت إلى موت إنسان كما يسميه النظام وجاء العفو للمرة الأولى بدون اشتراط أن يسلم المطلوب نفسه للعدالة كما جاء في المراسيم السابقة وبذلك تسقط العقوبة بشكل كامل عن أصحابها دون مراجعتهم لأي مكان .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.