الجميع شاهدهم وهم يقتادونهم كالماشية معصوبي الأعين ومكبلي الأيدي يطلب منهم الركض فقط نحو حفرة مجهزة ثوان قليلة وتخترق رؤوسهم وأجسادهم رصاصات من بندقية ذلك الجبان القاتل الذي يسترجل على شباب قيدت أيديهم وعصبت أعينهم ثم يسكب فوقهم الوقود ويحرقونهم ويختفي أثرهم وكأن شيئا لم يكن كان من بينهم رجل مسن تعثر قبل أن يسقط في حفرة التصفية وبينما صرخ يا باي آخ يا باي أطلقوا الرصاص على رأسه وفي قلبه وبدأوا يضحكون
٦ أشخاص آخرين كانوا يلبسون ثيابا رثة اقتادوهم فردا فردا ركلوا البعض بأرجلهم إلى الحفرة وأطلقوا الرصاص على الرأس ليتأكدوا من تصفيتهم فيما دفعوا بآخرين وأنهوا حياتهم وهم يهوون قبل أن يسقطوا فوق جثث أقرانهم
وفي الجانب الآخر لم يكن هناك أية تعابير على وجوه القتلة لم يرف لهم جفن كما يردد السوريون محليا وبدوا وكأن أمامهم مهمة يجب إنجازها في أقرب وقت أو بالأصح حفرة يجب إغلاقها بالجثث من أجل عيون المعلم والبدلة الزيتية التي يلبسها
هذه تفاصيل مختصرة لتحقيق نشرته صحيفة الغارديان البريطانية الأربعاء وكشفت فيه عن جريمة حرب نفذها عنصر في مخابرات النظام السوري يدعى أمجد يوسف قبل ثماني سنوات في ٢٠١٣ حيث حي التضامن الدمشقي في محيط العاصمة ورغم أن هذه المجزرة ليست الأولى من نوعها في سوريا التي يرتكبها عناصر في قوات النظام السوري إلا أن الآلية التي كشفت فيها فتحت جروح سوريين من أبناء العاصمة ومحيطها وباقي المناطق السورية ومن هم في الشتات وبلدان اللجوء وقد وثق التحقيق الذي أعده الباحثان أنصار شحود وأوغور أوميت أونجور الذان يعملان في مركز الهولوكوست والإبادة الجماعية في جامعة أمستردام الجريمة بالفيديو وباسم مرتكبها وصورته ليذهب بعيدا وعلى مدى سنوات ليلتقي فيه افتراضيا وجها لوجه ويسحب جزءا من تفاصيل اليوم الأسود بلسانه وباعترافاته
المجزرة تفصيل صغير لمليون سوري بريء شخص واحد كأمجد يوسف يستطيع أن يقتل بدم بارد ٤٧ مدنيا لنا أن نتخيل كم من أمجد يوسف في الجيش والمخابرات السورية على مدى ١٠ سنوات لقد سبق الأسد ونظامه كل المتطرفين في حجم الإجرام هكذا كانت غالبية تعليقات لسوريين مناهضين لنظام الأسد عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية.