رابط الفيديو https://youtu.be/_J1gqCp6C0s
قبل ثلاث سنوات وفي صبيحة يوم ربيعي وصل إلى يد مجند جديد لدى ميليشيا موالية للنظام في سوريا جهاز حاسوب محمول يعود لأحد أذرع بشار الأسد الأمنية وهو شخص يهابه الناس جميعاً وطلب منه أن يصلح ذلك الحاسوب وعندما فتح الشاشة دفعه فضوله للنقر على ملف لفيديو في حركة جريئة جداً بسبب العواقب التي يمكن أن يتعرض لها في حال ضبطه أحدهم وهو يتجسس
وكان مقطع الفيديو متقطعاً في بدايته وذلك قبل أن يتم التركيز فيه وتقريب الصورة على حفرة حفرت حديثاً في الأرض بين مبنيين اخترقتهما كثير من طلقات الرصاص رأى ذلك الشاب بعد ذلك أحد ضباط المخابرات الذين يعرفهم وهو يركع بالقرب من حافة الحفرة مرتدياً زيه العسكري ومعتمراً قبعة صيد وهو يلوح مهدداً ببندقيته ويصدر أوامره بصوت مبحوح فجمد الدم خوفاً في عروق ذلك المجند الغر وهو يتابع ما جرى إذ ظهر رجل معصوب العينين اقتيد من ذراعه إلى المكان ثم طلب منه أن يهرول باتجاه الحفرة الضخمة من دون أن يدري أنها كانت أمامه كما لم يتوقع أن يسمع وابل الرصاص الذي اخترق جسده الذي أخذ يتهاوى فوق كومة من القتلى تحته ثم تبعه معتقلون آخرون واحداً تلو الآخر من دون أن يساورهم أدنى شك بما يمكن أن يحدث لهم إذ قيل لبعض منهم إنهم سيجرون بعيداً عن قناص موجود في الجوار في حين تعرض الآخرون للسخرية والإهانة في آخر لحظات حياتهم إلا أن معظمهم كانوا يظنون بأن من قتلوهم كانوا يقودونهم إلى بر الأمان
فالفيديو الذي نشرته صحيفة الغارديان يظهر قيام عنصر من قوات النظام السوري بعمليات إعدام جماعية في حي التضامن جنوب العاصمة دمشق كما أظهر قيام عناصر من قوات النظام السوري بتكويم الجثث فوق بعضها وحرقها
وتقول الغارديان: هذه قصة جريمة حرب قام بها أحد أشهر الأفرع التابعة للنظام السوري الفرع ٢٢٧يعرف بفرع المنطقة من جهاز المخابرات العسكرية
وتظهر اللقطات التي تم الكشف عنها حديثا والتي حصلت عليها صحيفة الغارديان مذبحة ارتكبت في الضاحية الجنوبية لدمشق في نيسان ٢٠١٣ حيث تم إلقاء القبض على مجموعات من المدنيين وكانوا معصوبي الأعين ومقيدي الأيدي وساروا نحو حفرة الإعدام غير مدركين أنهم على وشك أن يقتلوا بالرصاص وعندما انتهت عمليات القتل لقي ما لا يقل عن ٤١ رجلا مصرعهم في المقبرة الجماعية بالتضامن وسكب قتلتهم الوقود على رفاتهم وأشعلوها ضاحكين وهم يتسترون على جريمة حرب ويقول مارتن تشولوف مراسل الغارديان في الشرق الأوسط إن هذا الفيديو هو من أفظع ما رآه في حرب النظام السوري بأكمله وقال إن هذه اللقطات تعطينا لمحة عن جزء لم يسبق وصفه من الحرب المستمرة منذ ١١ سنة وفي مارس الفائت قال رئيس لجنة الأمم المتحدة للتحقيق بشأن سوريا باولو بينيرو أن أكثر من ١٠٠ ألف شخص لا يزالون في عداد المفقودين أو المختفين قسرا وهم في الغالب اعدموا على يد اجهزة النظام المجرم.
إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى