انتشرت أسواق البالة في العاصمة دمشق وبعض المدن السورية الأخرى بعد أن تدهور وضع العائلات الاقتصادي وانهارت الليرة فصارت المئات من العائلات تتوجه بعد بداية كل موسم إلى إكساء أطفالها من محلات وعربات تتوفر فيها البضاعة بأسعار تناسب ما تحويه جيوبها التي أصبحت شبه فارغة
فعندما بدأ شتاء السوريين قارسا هذا الموسم وهم الذين لم يخرجوا بعد من التبعات الاقتصادية التي خلفتها الحرب التي لم تبق لهم من المدخرات شيئا بل زادت معاناتهم مع غلاء المعيشة الذي أرهق جل العائلات في أنحاء البلاد واليوم اقترب العيد لذلك لم يجدوا ملاذا غير سوق الملابس المستعملة ليكسوا أجسادهم ويحموا أطفالهم من برد الشتاء واحتفالا بعيد الفطر
وعلى جوانب كومة من الثياب المبعثرة على طاولة في أحد أسواق البالة في شارع بوسط دمشق والمدن السورية يقف المئات من السوريين رجالا ونساء يبحثون عما يحتاجونه من ملابس تناسب ما في جيوبهم
وباتت هذه الأسواق تعرض العشرات من المحال بضاعتها على طاولات وعربات أو تعلقها على منصات على جانبي الطريق ملاذا لغالبية الأسر السورية بعد أن عجزت عن اقتناء الألبسة الجديدة لغلاء أسعارها الخيالي أولا ولقلة الخيارات لعشاق الموضة ثانيا وإن حصل ومروا بتلك البازارات فبقصد النظر إليها والنظر إلى أسعارها ومقارنتها مع سوق الألبسة المستعملة
ففي الشتاء مع اشتداد البرد وقلة توفر وقود التدفئة في البلاد بات من الضروري على معظم الأسر شراء المعاطف الشتوية والألبسة الصوفية للأولاد والكبار ولكن شراءها من المحلات التي تبيع الثياب الجديدة قد يكون صعبا بعض الشيء أما في سوق البالة كما يسميه السوريون فهي متاحة وأثمانها أرخص بكثير من محلات بيع الثياب الجديدة
ووسط أكوام من الثياب والمعاطف المبعثرة تحاول السوريات جاهدة العثور على معاطف بأسعار مناسبة لكي يقيانهما برد الشتاء عند ذهابهما إلى المدرسة
فالوضع المادي لأسرهم صعب ومن غير الممكن شراء معاطف جديدة للأولاد من المحلات المعروفة فسوق البالة بات ملاذا لغالبية الأسر السورية حيث يجد الكل ضالته هناك فالألبسة المستعملة فيها أشياء جيدة وفيها موديلات حديثة وإضافة إلى ذلك فإن سعرها مناسب قياسا بالألبسة الجديدة.