الحرب الأوكرانية تؤدي لكارثة بيئية في سيبيريا

ثمة ربط كارثي بين الحرب وبين الاحتباس الحراري يمكن له أن يتجلى قريبا في منطقة سيبيريا، حيث من المحتمل أن تخرج حرائق الغابات عن نطاق السيطرة لأن الوحدات العسكرية الروسية التي تتولى مكافحة تلك الحرائق موجودة حاليا في أوكرانيا.

وتعد حرائق الغابات الروسية مصدرا رئيسا لانبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، المسبب للاحتباس الحراري، كما أن بعض تلك الحرائق ينبعث منها الكربون الأسود والذي يتسبب في ذوبان الجليد البحري بالقطب الشمالي.

وكانت كتلة أوراسيا أوروبا وآسيا عموما وسيبيريا خصوصا، شهدت ارتفاعا في درجات الحرارة بمعدلات عالية عملت على إحداث تغييرات في المشهد العام للطبيعة في تلك المناطق.

كما إن موارد مكافحة الحرائق في روسيا يمكن أن تنكمش هذا الصيف، إذ إن قسما كبيرا من القوات والمعدات الروسية المشاركة في غزو أوكرانيا كانت تنتشر في المنطقة العسكرية الشرقية في روسيا والواقعة في سيبيريا والشرق الأقصى.

وغالبا ما يشارك في مكافحة الحرائق في المنطقة المذكورة المؤسسة العسكرية بجنودها وطائرتها إلى جانب الهيئات المعنية بحماية الغابات، إضافة للسكان المحلين، ويشير “أكسيوس” إلى أنه وقبل الحرب في أوكرانيا، فإن ثمة نقصا في موارد مكافحة الحرائق.

ومن ناحيتها، ترى الباحثة في علوم المناخ بجامعة ميامي في أوهايو الأمريكية، جيسيكا مكارتي، أن الحرب في أوكرانيا ستؤدي إلى تفاقم حرائق الغابات في منطقة سيبيريا.

وتقول مكارتي موضحة: غالباً ما تحتاج الحرائق الكبيرة إلى طائرات عسكرية من أجل متابعة تقارير الأقمار الصناعية والتحقق منها، ولما كانت تلك الطائرات مكرسة حالياً للحرب في أوكرانيا، فمن المرجح أنها لن تكون متاحة خلال فصل الصيف في حال ما استمرت الحرب.

وتضيف قائلة: “لذا، فإما أن يكون هناك المزيد من الحرائق.. أو سيتم نقل هذه الطائرات والأفراد من الجبهة الغربية إلى منطقة سيبيريا”.

ويقول باحث المناخ في جامعة ماكماستر في كندا، مايك وادينغتون، لموقع أكسيوس: “المناخ الأكثر دفئا وجفافا يجعل أراضي الخث الشمالية وشبه القطبية حاضنة للحرائق بدلا من أن تعمل كمصدّ لها”.

ويضيف وادينغتون إن احتراق رواسب الخث الشمالية وإطلاقها للكربون القديم، يؤدي إلى زيادة مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، مستطرداً: “إنها ضربة موجعة لتغير المناخ!”

ويشير “أكسيوس” إلى أنه، ووفقا للعقوبات الأمريكية والأوروبية المفروضة على روسيا، لا يمكن للعلماء الغربيين التعاون مع زملائهم الروس لمراقبة ودراسة حرائق الغابات هذا العام، وبدلا من ذلك سيتعين عليهم الاكتفاء ببيانات الأقمار الصناعية.

ويقول المختص بمراقبة انبعاثات الحرائق لخدمة كوبرنيكوس لمراقبة الغلاف الجوي في أوروبا، مارك بارينغتون، لموقع أكسيوس: “تشير التغيرات المناخية إلى تزايد احتمال اندلاع الحرائق في شرق سيبيريا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.