مربو الأغنام السورية.. ارحموا عزيز قوم ذل

الأغنام السورية المعروفة باسم الأغنام البلدية هي الأنواع الأكثر تربية في سوريا لقدرتها على العيش في مختلف المراعي والمناخات مع سهولة تربيتها وتنتشر في معظم المناطق السورية سواء من الأرياف أو البادية كما وتمتلك سوريا ٦٠% من أغنام العواس الموجودة في العالم أي مايزيد عن ٢٥ مليون رأس وذلك حسب إحصاءات منظمة الأغذية والزراعة لكن أدت تداعيات موجة الجفاف إلى جانب الأزمة المالية بعد سنوات من الحرب إلى تقويض مردودية المنتجات الحيوانية في سوريا وهو ما يكبد المزارعين والتجار على حد سواء خسائر كبيرة تسعى السلطات بشق الأنفس للتقليل من وقعها
وتتزايد استغاثات المربين للتعجيل في إنقاذ القطاع قبل وقوعه في الركود مع ظهور مؤشرات خطيرة على تراجع إيرادات العاملين فيه بسبب تكاليف الإنتاج ونقص السيولة نتيجة استفحال أزمة الليرة وهو ما يعسر مهمة اجتيازهم صدمة الوباء يقول مربو الأغنام إن استمراريتهم تتطلب تقديم المزيد من الدعم وتوفير الأعلاف بسعر مقبول لأن هذا المجال يعد أساس معيشتهم ومصدر رزقهم
ويواجهون صعوبات في شراء مادة العلف بعد ارتفاع سعر الطن إلى أكثر من ١.٥ مليون ليرة
يقول أحدهم يكافح من أجل الحفاظ على نحو ٤٠٠ رأس غنم وزيادة أعدادها حتى يتمكن من تصريف الإنتاج من الألبان والأجبان في السوق المحلية
ويهدد ارتفاع أسعار الأعلاف الثروة الحيوانية في سوريا حيث بلغ سعر طن التبن ٨٠٠ ألف ليرة في ظل فقدانه من السوق المحلية بسبب تهريبه إلى لبنان بحسب ما ذكرته مصادر في سوق المواشي بريف دمشق كان المزارعون يحرقون القش الجاف من مخلفات مواسم حصاد القمح والشعير في الأرض تمهيداً لزراعة محصول آخر وقد ارتفع سعر التبن أخيراً من ٦٠ ليرة للكيلو الواحد إلى أكثر من ٨٠٠ ليرة
ويستعين مربو المواشي بالتبن بديلاً لعدم توفر الأعلاف المفيدة كالكسبة والنخالة والتي يتجاوز سعر الطن منها مليوناً وثلاثمائة ألف لليرة علماً بأن التبن أقلها قيمة غذائية فهو لا يعدو قشاً يابساً بحسب المصادر التي أكدت إصابة قطعان المواشي بالهزال والأمراض بسبب سوء التغذية كما حصل للماعز في ريف الغاب بحماة الموسم الماضي
ويبلغ سعر كيلو شعير العلف ١٤٠٠ ليرة والنخالة ١٣٠٠ ليرة فيما وصل سعر كيلو التبن الأبيض إلى نحو ٩٠٠ ليرة وكيلو تبن الفصة إلى ١١٠٠ ليرة وسعر كيلو الذرة الصفراء إلى ١٠٠٠ ليرة سورية ويحتاج رأس الغنم الواحد بين ٢ و٣ كيلوغرامات من العلف يومياً
ويلجأ معظم مربي المواشي إلى ذبح جزء من مواشيهم أو بيعه للمسالخ لتأمين الأعلاف والأدوية للبقية منها وقد انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي العديد من مقاطع الفيديو والصور تظهر نفوق الأغنام في أرياف دير الزور والحسكة بسبب عدم قدرة الأمهات على إدرار الحليب نتيجة غياب الأعلاف ولعدم قدرة الرعاة على التنقل في البادية بين مناطق سيطرة النظام ومناطق الإدارة الذاتية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.