الغجر أو مايعرف “بالقرباط” عشائر غير عربية تتخذ من الخيم بيوتً لها ، تختلف حياة الغجر”القرباط” عن حياة باقي المكونات في سوريا ، إذ لهم لغتهم الخاصة و عادات و مهن خاصة بهم .
بالرغم من أوضاعهم المادية الجيدة إلا أن معظم الغجر حول العالم لديهم مهن موحدة معظمها تصب في إطار التسول بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ، حيث يربوا أبنائهم ويعلموا نسائهم على التسول في طلب المساعدة في الأسواق “شحاذة” ، تراهم يتذللون هاديرين كرامتهم ويرتدون الالبسة متسخة أو حاملين اوراق مزورة لمريض يطلبون المساعدة في كل مكان أو مصطحبين اطفلاً شبه عرات ، للعزف على مشاعر الناس وجعلهم يتعاطفون معهم ويقدمون لهم بالمال .
باتت اسوق مدينة الرقة مركزاً اساسياً لنتشار المتسولين الغجر ، وتكاد أن تكون اعدادهم أكبر من اعداد المتسوقين ذاتهم ، يجوبون الأسواق ويتوسلون ويتملقون الناس بهدف الاحتيال على عاطفتهم لكسب أكبر قيمة من المال.
لم يعد يقتصر التسول على الأسواق فقط ، لتصبح الإشارات المرورية مرتع النساء الغجريات قاصدين أصحاب السيارات الحديثة ، مستغلين التوقف المجبر للسيارات ، مايعطي وقت أطول للتملق والتذلل .
وكما الأفلام الهليودية يوجد كبير للمتسولين يقع على عاتقه توزيعهم في الأسواق ومراقبة تسولهم وحل المشاكل التي تواجه المتسولين ، ليتقاسموا أجر الذل في مابينهم .
وتكون للعائلات التي تمتلك احد من ذوي الاحتياجات الخاصة نصيب الأسد من القسمة ، لكون يجلب مئات آلاف يومياً .
وتكثر التسولات خلال شهر رمضان تزامناً مع تسوق آلاف الأهالي في السواق .
لم يعد يخفى على أهالي الرقة خفاية تسول الغجر ، إلا أن الكثير من الأهالي يقدمون المال في سبيل التخلص من تملق المتسولي .
مع انتشار الفقر هناك العديد من النازحين يستولون لتأمين ربطة الخبز أو ثمن علبة حليب لطفل ليس له معين ، بعدما ضاقت بهم الاحوال ، لكن لم تعد هناك تفرقة بين الغجر الاغنياء و النازحون الفقراء لتمت المروءة ذبحاً على يعد تسول الغجر .
يقال في القدم لاتقطع المروءة … وهؤلاء قد خدشوا ثقة الناس بالمحتاجين فأصبح المحتاج حقاً يطرد مخافة أن يكون ممتهناً التسول.