تعتبر قصة زرقاء اليمامة من أشهر أمثال العرب حيث يحكى أن زرقاء من قوم جديس سميت بالزرقاء لزرقة عيونها
امتلكت بصراً حاداً حتى أنها كانت ترى القادمين قبل وصولهم بثلاثة أيام وقيل أنها كانت تطحن الإثمد الكحل العربي وتملأ به عينها
وفي يوم من الأيام قتلت جديس رجلاً يدعى طمس فراح أهل القتيل إلى الملك حسان التبع اليماني الذي قتله كليب والزير سالم لاحقاً يسألونه الانتقام لابنهم
فعندما اقترب التبع من موقع جديس وكان قد علم عن زرقاء اليمامة حدة بصرها وقد ذاع صيتها بين العرب أنها ترى الشيء من مسيرة ثلاثة أيام أمر رجاله أن يلبسوا أغصان الأشجار كنوع من التمويه
وبالفعل رأت زرقاء اليمامة أشجار تتحرك فقالت لقومها:
يا قوم قد أتتكم الشجر أو أتتكم حمير
لكنهم لم يصدقوها وقالوا فيما بينهم أن زرقاء لم تعد كما كانت بل صارت تتوهم شجراً يمشي فباغتهم التبع وجنوده وقضوا عليهم عن بكرة أبيهم وقيل أنهم قتلوا زرقاء اليمامة واقتلعوا عينها فوجدوها محشوة بالإثمد وكانت الزرقاء قد قالت
أقسم بالله لقد دب الشجر أو حمير قد أخذت شيء يجر
فكانت العرب تقول عن حاد البصر إنه أبصر من زرقاء اليمامة.
إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى