“دائرة القرار المحيطة بالقيصر الروسي “

 بوتن ليس وحيدا كما يبدو بمواجهة العقوبات الغربية ، فهناك من يدعم وينصح ، مسؤولون اقتصاديون روس ، يساندون بوتن ، ويشتركون معه في اتخاذ القرارات .

روايات كثيرة حول من يشتركون في صناعة القرارات الروسية ، وهي الدائرة التي تحيط بالرئيس فلوديمير بوتن ، ذكر على رأسهم ، ” انطونيو سيلو انوف ” وهو وزير المالية الروسي ، والذي كشف أن العقوبات جمدت حوالي 300 مليار دولار ، من أصل 640 مليار دولار ، من احتياطات روسيا من الذهب والعملات الأجنبية ، وفي أكثر من مؤتمر أعلن وزير المالية أنه بإمكان روسيا تخطي العقوبات المفروضة عليها ، بالتعاون المشترك بين روسيا والصين .

أما الشخصية الثانية وهي ” إلفيرا نابيو لينا ” رئيسة البنك المركزي الروسي ، حيث قامت منذ بدء العملية العسكرية ضد أوكرانيا ، برفع سعر الفائدة وتحديد مقدار السحب اليومي ، من الودائع لمواجهة العقوبات .

ولمواجهة العقوبات أيضا ظهر “ديمتري ميدفيدف “، رئيس مجلس الأمن الروسي حاليا ، ورئيس البلاد ورئيس وزرائها في سنوات مضت ، لإجراء لقاءات يفند فيها تأثير العقوبات ليس فقط على روسيا بل على العالم أجمع .

مجلس الأمن الذي يرأسه بوتن ويتم تقديم الاستشارات له في كل شيء ، بما فيه الاقتصاد ، روسيا الغنية بموارد الطاقة ، فيها رجالات تتبع بوتن وتقدم له كل الاجراءات اللازمة والمقترحات ليشكلوا معا جدارا في وجه عقوبات الدول الغربية .

تلعب الدائرة المحيطة ببوتن دورا في توجيه البلاد لمواجهة أي خطر من شأنه تدمير الاقتصاد الروسي .

“نيكولاي توكاريف” ، وهو جنرال سابق في الاستخبارات الروسية ، وكان قد خدم مع بوتن في الثمانينات ، ويترأس حاليا شركة ” ترانسنفت” ، وهي شركة مملوكة للدولة ، والتي تنقل الغالبية العظمى من النفط خارج البلاد. 

أما “أندريه باتروشيف ” الرئيس التنفيذي لشركة غازبروم ، و الذي يتمسك بتحييد الغاز عن أي تأثيرات ،ويعمل بطاقة المنشآت الإنتاجية الكبرى القصوى لتلبية مالدى الأوربيين من حاجات. 

يبدو أن بوتن أنشأ إمبراطوريته التي يسعى من خلالها توسيع نفوذه وخيالاته باحتلال أوربا وإعادة أمجاد السوفييت ، ولكن هل ستستمر هذه الإمبراطورية بالتعاظم ،أم أن أحلامه سترحل معه وستكون نهايته نهاية هتلرية ولكن بإسلوب عصري ملائم لعالمنا الحديث حيث أن زمن الإمبراطوريات قد ولّى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.