صناعة دلال القهوة.. تراث دير الزور العتيق

يعتبر فنجان القهوة الذي قد لا يزيد على رشفات من شراب مر المذاق قد يكون سبباً في صفح أو صلح أو لإنهاء خصومات أو لفض منازعات أو لتجاوز عن ثأر أو للأخذ بالثأر وكل ذلك  إن دل فإنه يدل على أن مشروب القهوة عند العرب له رمزية ومعان كثيرة حتى يقال إن فنجان القهوة أنواع، فنجان الضيف والكيف والسيف.
أما الكيفية التي تقدم بها القهوة العربية هي بالدلة والفنجان .
أما الدلة فأهل بلاد الشام هم أول من صنع الدلال وهم أول من أطلقوا عليها اسم الدلة وقد جاءت من الدلوة حيث كانوا يطلقون على دلو الماء دلوة ثم انتقلت صنعة الدلال مع اسمها إلى العراق ثم الجزيرة العربية.
وتعتبر مدينة دير الزور من المدن ذات الصبغة العشائرية تلك العشائر التي ما زالت تحافظ على التراث والعادات والتقاليد بالإضافة إلى أنهم  أهل جود و كرم لايسبقهم أحد بمكارم الأخلاق فمن الطبيعي أن تجد فيها من يمارس مهنة صناعة الدلال حيث يتألف الطقم من عدة قطع إما من ٦ أو ٩ قطع وأكبرها يسمى الكمكوم والذي يجب أن تكون سعته تساوي بقية القطع وأصغرها يسمى مصب دلة.
وطريقة صنع طقم الدﻻل تقص قطعة نحاسية بشكل دائرة لها جزء بشكل منقار الديك ستكون البلبولة التي يسكب منها القهوة.
هذه القطعة تحمى على النار ثم تطرق ١٥مرحلة كل مرحلة لها سندان يختلف عن الذي قبله فعندها تأخذ شكل الدلة ثم يضاف لها الحامل ليدة ثم الغطاء بعدها الختم
حيث كان له ختم دائري يضوع على الجانب الأيسر العلوي تحت الغطاء.
والقهوة المرة تقدم في كافة المناسبات الأفراح والأتراح لذلك على كل وجيه اوشيخ أن يحوي طقم دﻻل ذاعت شهرته حيث كانت أطقم الدﻻل التي يصنعها تذهب داخل سوريا وخارجها في العراق والأردن والسعودية
فالكمكوم فيه تغلى القهوة.
ثم تسكب في الدلال الأخرى بعد أن تصفى وتتسع هذه لحوالي ٢٠
لتراً من القهوة ومن الجدير بالذكر أن حجم الكمكوم يعتبر مؤشراً يدل على موقع الشخص ومكانته
وتتألف الدلة من ١- جسم الدلة
٢-الغطاء وهو مؤلف من قطعتين: صحن وكبعية
٣- اليد
٤- زر الدلة
وهو يربط الصحن بالغطاء
٥- الأذن أو الكردانة
أما أبرز الشخصيات التي اقتنت دلال القهوة وكانوا رموزا وشيوخ
عشائر مثل الشيخ عبود الجدعان والشيخ عبود العبداللطيف  والشيخ راغب البشير والشيخ أحمد العبدالله أبو ترفة ريف الشدادي
الفياض ومن الرقة الشيخ إسماعيل العجيل والشيخ  راكان ومن مسكنة الشيخ فيصل العريف كما أن من  أطقم الدلال لايزال معروضا حالياً في متحف
اللوفر في باريس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.