لو نظرنا إلى معيشة المواطن السوري سنجد أنه تغيب عن بيوتهم صنوف الأطعمة التي اشتهرت موائدهم العامرة في الماضي بها بسبب ارتفاع تكاليف الخضراوات واللحوم التي استغنوا عنها بنكهات مرقة اللحم والتوابل ومع اقتراب شهر رمضان الفضيل تشهد البلاد غلاء معيشيا فاحشا وتدهورا اقتصاديا فقد ارتفعت أسعار المواد الغذائية خاصة اللحوم لأرقام خيالية.
كما استمرت الليرة السورية في هبوطها أمام العملات الأجنبية مما يؤرق السوريين خاصة العاملين في المؤسسات الخدمية ممن يتقاضون رواتب تنحدر قيمتها الى الهاوية مع كل ارتفاع للدولار الأميركي.
وشكت عائلات من غياب الحلول طويلة الأمد للأزمة الاقتصادية مما يهدد السوريين بالجوع بعد تلاشي الطبقة الوسطى التي كانت دعامة الاقتصاد لافتين إلى أن الكثير من الناس يموتون جوعا في بيوتهم بسبب انتشار البطالة وارتفاع الأسعار الجنوني وانعدام فرص العمل.
فالراتب لا يغطي تكاليف طبخة واحدة في الشهر
فالعائلة المؤلفة من ٥ أشخاص تحتاج في اليوم إلى ربطتين من الخبز وفي حال طبخها لأي طبخة فتحتاج لخمسين ألف ليرة سورية لوجبة غداء أو إفطار في شهر رمضان فعلبة السمن وصل سعرها إلى ١٠٠ ألف ليرة سورية وعبوة الزيت ٤ لتر أصبحت ٤٠ ألف ليرة سورية فالراتب الشهري لا يكفي لشراء ٤ لترات من الزيت
مع بقاء رواتب الموظفين على حالها والتي في حال زيادتها بنسبة ١٠٠ بالمئة فلن تساند محنة السوريين الاقتصادية.
أما اللحوم فقد استغنى السوريون عن شرائها بسبب ارتفاع ثمنها وتم استبدالها بالعدس المعروف بلحم الفقراء لفوائده الغذائية المشابهة لما تحتويه اللحوم فثمن الكيلو الواحد منه ليس رخيصا إذ يبلغ ٢٥٠٠٠ ليرة سورية فهو الأغلى مقارنة مع بقية المواد الغذائية.
وكيلو الفروج الدجاج وصل إلى ٧٥٠٠ ليرة سورية والسمك إلى ٨٠٠٠ ليرة أما أحشاء الذبائح فقد وصل سعرها إلى ١٨ ألف ليرة وهي لا تكفي لوجبة غداء لأربعة أشخاص ناهيك عن السكر الذي وصل سعر الكيلو ٥٠٠٠ ليرة سورية والشاي ٢٨ ألف ليرة سورية والتمور بسعر يتراوح ما بين ٧٠٠٠ إلى ١٥ ألف ليرة سورية فالوضع المعيشي بلغ حدا من التدهور لا مثيل له فقد أصبح غالبية السكان بعوز غذائي شديد الخطورة فإلى أين تسير بنا عجلة الجوع.