بين التحالف والحياد الصين وروسيا مصالح أم تحالف قوى

 

تقف الصين على الحياد وتتمسك بموقفها ، كما كان في حرب العراق وسوريا والحروب خلال العشرين عاما المنصرمة ، وكما تدعي أنها ستكون وسيطة لتهدئة الأوضاع حتى
لا يؤدي النزاع في أوكرانيا لأزمة إنسانية، ومحاولة إيجاد حل سلمي للأزمة ، وتجنب وقوع المزيد من الخسائر بين المدنيين.

تحاول أمريكا جاهدة السيطرة على مواقف الدول مثل الصين والهند والبرازيل والمكسيك وهذه دول لايستهان بقدراتها الاقتصادية وثقلها السياسي ، وموسكو تراهن على بقاء هذه الدول خارج الفلك الأمريكي في تعاملها مع روسيا .

والأمر الجلي في الوقت الراهن أن هناك إعادة تمحور للتوازنات الدولية الموجودة في العالم .

علاقات الصين والهند قوية جدا مع موسكو ، لقربها كجارة ولوجود علاقات اقتصادية وتجارية تاريخية وهي ليست علاقات آنية .

اعتماد هذه الدول يعتمد على المصالح فقد انتهى دور المبادئ في العلاقات الدولية ، والمصالح تبرز بشكل أكبر في جميع العلاقات الدولية الحالية ، ولطالما كان هناك نفط رخيص ممكن أن تشتريه الهند ، كما أن موسكو تزود الهند بأسلحة ، وهناك عوامل كثيرة يمكن من خلالها تأطير هذه العلاقات في المستقبل.

بينما تستمر العلاقات الصينية الروسية في كونها علاقات وثيقة وودية منذ العام 1991، يحافظ البلدان على تحالف جيوسياسي وإقليمي قوي ومستويات كبيرة من التجارة.
وتعتبر روسيا والصين من أقوى التحالفات ،حيث بلغ التبادل التجاري بين البلدين نحو 140مليار دولار خلال عام 2021 فقط ، فالصين تستورد الغاز والنفط والسلاح ضمن صفقات بلغت قيمتها نحو 117 مليار دولار .
حيث تراهن روسيا على حليفتها الصين وتعتبرها المنقذ الوحيد للالتفاف على العقوبات الصارمة المفروضة عليها.

ويبدو أن الولايات المتحدة انكفأت سياسيا عن هذه المنطقة وهي تدفع الثمن حاليا ، هناك تخوفات كبيرة من أن يتم تعميم موضوع أوكرانيا على إقليم ولاداخ في نيو دلهي ، أو على تايوان في الصين ، هناك عوامل عدة من شأنها أن تتداخل وتعطي النتيجة النهائية لتوجهات هذه المنطقة .

ويبدو أن الحرب الأمريكية معلنة على الصين في حال خرقت أي من العقوبات وحاولت مساعدة موسكو ، الصين دبلوماسيا تحاول الإيحاء بأنها على الحياد ، والدلائل على الأرض لاتوحي بذلك.

فتصريحات نائب الخارجية الصيني تؤكد وقوفها إلى الجانب الروسي ، حيث اتهم وزير خارجيتها الغرب بأن العقوبات أحادية الجانب ولا علاقة للتحالف الدولي بها ،ومحاصرة دولة عظمى ونووية مثل روسيا وفرض عقوبات اقتصادية عليها ، من شأنه تصعيد الأزمة أكثر ولن يحل المشكلة.

وأشار إلى أن توسع حلف الناتو شرقا سيجعل من روسيا محاصرة وسيترتب على ذلك تداعيات مروعة وسيعمد على تصعيد النزاع الذي سيؤدي إلى دمار كبير وتدمير للعالم الحديث واصفا العقوبات الغربية على روسيا “الشائنة ” والتي أثبتت عدم جدوتها في حل المشكلات.

وأردف قائلا لم ندن العملية العسكرية ضد أوكرانيا ولايمكن أن نسميها غزوا ولكن عبرنا عن قلقنا إزاء الحرب.

وأعرب عن تخوفه بشأن توسع الناتو وأنه يمكن لصاروخ أن يضرب الكرملين خلال دقائق .
وسبب الأزمة الأوكرانية هو عقلية الحرب الباردة وسياسة القوة عند الغرب .

الموقف الأمريكي واضح في حال تدخلت الصين ، ولن يقف الغرب على مدرجات المتفرجين ، وإذا قررت الصين مساعدة روسيا فإنها بذلك تشعل حربا جديدة وصراعا طويل الأمد مع الدول الغربية هي بغنى عنه ، ولايمكنها التورط ومشاركة بوتين أحلامه التوسعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.