ذكرى مجزرة كرم الزيتون الفضيعة

منذ بداية الثورة السورية كرس النظام السوري آلته الحربية الثقيلة المتمثلة بالمدافع والدبابات والطائرات في استهداف المدنيين وبيوتهم في الأحياء الثائرة بالتزامن مع انقضاض عناصر شبيحته الطائفية على منازل المدنيين ضمن الأحياء والمدن السنية.

كانت مدينة حمص الأكثر بطشاً من قبل النظام والمليشيات الإيرانية حيث أن التنوع الديني والطائفي داخل المجتمع الحمصي وغالبيته من المكونين السني والعلوي أرتكبت مئات المجازر بحق أبناء الطائفة السنية انتقاماً من الطائفة السنية وذلك بعدما زرع الأسد الفكر الطائفي بين شبيحته.

ومن تلك المجازر مجزرة كرم الزيتون الفضيعة.

حيث في صباح يوم 9 آذار 2012 قامت قوات الأمن والشبيحة بتطويق حي عشيرة وكرم الزيتون والرفاعي في حمص. وكان يسبقها قصف بالمدفعية والهاون ما أدى لإصابات كبيرة وشهداء

وبعدها بيومين وبتاريخ 11 آذار 2012 اقتحم الشبيحة حي كرم الزيتون وحي عشيرة، ودخلت الدبابات والمدرعات وقاموا بعمليات إعدام ميداني وذبح وإطلاق نار على المدنيين بينهم أطفال ونساء.

استشهد في هذه المجزرة 227 مدنيا بينهم 36 سيدة و 46 طفل من كرم الزيتون والعدوية وحي عشيرة وحي الرفاعي.

حملت بعض أجساد الضحايا علامات تشويه ناتجة عن سكاكين استخدمها الجناة لكتابة عبارات ذات طابع طائفي على الجثث. وتعرضت معظم النساء والفتيات الصغيرات من الأطفال (بعضهن لايتجاوز 8 سنوات) إلى عمليات اغتصاب جماعي قبل الإجهاز عليهن ذبحاً وطعناً بالسكاكين.

 

لازالت الثورة مستمرة ولازال السوريون يطالبون بمحاسبة نظام الأسد على جرائمه ضد الإنسانية. والتي أدت إلى استعار نار الحقد الطائفي والمذهبي وفتحت الباب واسعاً أمام الميليشيات الطائفية، “كحزب الله والميليشيات العراقية والإيرانية” للمشاركة في قتل السوريين تحت ذريعة الدفاع عن الطائفة وحماية مقدساتها من (إرهاب) الشعب السوري. ولا نستبعد مشاركة تلك الميليشيات أصلاً في مذبحة كرم الزيتون كما شاركوا لاحقاً في مجزرة الجورة والقصور بديرالزور، ومجزرة الحولة والقصير والنبك والبيضا

وما يجمع ضحايا كرم الزيتون بضحايا المجازر الأخيرة هو أنهم قضوا نحبهم ذبحاً وحرقاً.. ودون محاسبة القتلة!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.