منذُ إعلان إتفاق الرياض الذي ترعاه المملكة العربية السعودية والذي وقع بين الحكومة اليمنية وممثل الجنوب العربي ( المجلس الانتقالي الجنوبي)، يعيش الجنوب في أوضاع صعبة وظروف تتفاقم فيها الازمات بشكل مستمر في ظل صمت دولي واقليمي لما تنتهجه الحكومة اليمنية تجاه شعب الجنوب ” وتنعنتها في تنفيذ بنود اتفاق الرياض بشقيه السياسي والعسكري” وذلك ما جعل الكثير من السياسين والنشطاء ومراقبون دوليين يتساءلوا إلى أين يتجه المجلس الإنتقالي الجنوبي ممثل الجنوب الشرعي ” ،وهل سيبقى واقفاً على طاولته دون أن يظهر بمنطقه الواضح والصريح أمام الصمت الذي ينتهجه المجتمع الدولي ورعاة اتفاق الرياض وممارسات الحكومة اليمنية التي تستفز شعب الجنوب..!؟
أم أنه يعمل في إتجاه آخر ساعياً على مبدأه الذي فوضه الشعب لإجله والذي يكمن في ” استعادة دولة الجنوب المنتظرة وفرض أمر واقع يعيد للجنوب هويته ومكانته كشعب له دولة وهوية وسيادة كما كان يحملها سابقاً قبل دخوله بالوحدة اليمنية التي انتهت في حرب صيف 94م.
ولمعرفة كل تلك التساؤولات والتوقعات التي ينتظرها شعب الجنوب والمتابع لمشهده…” اجرت BAZ الإخبارية اتصالاً هاتفياً مع الكاتب الصحفي الجنوبي يوسف الحزيبي والذي اوضح لنا واقع المشهد الجنوبي في جنوب اليمن على الصعيد السياسي والعسكري والخدمي والاقتصادي.
حيث قال خلال مكالمته: إن الجنوب يعيش حالة غليان شعبي ربما قد ينفذ صبر الشعب الجنوبي وربما ينفجر بوجه كل المؤامرات التي تدور ضده”
مشيراً أن شعب الجنوب يدخل في عامه السابع منذُ أن تحررت مدنه من الحرب الحوثية الاخيرة في عام 2015 ” وإلى اليوم وهو لا يزال يطالب بتوفير ابسط خدماته الرئيسية على رأسها الكهرباء والمشتقات النفطية ووضع حل لإنهيار العملة والاقتصاد ” ولم يتمكن شعب الجنوب من الحصول على شيئ واحد من مطالبه التي ذكرت مسبقاً بينما يزيد حجم المعاناة على الشعب بإستمرار” رغم التغييرات التي جرت خلال السبعة الاعوام والاتفاقيات التي ابرمت طيلة هذه الأعوام إلا أن حجم المعاناة والمؤامرات على شعب الجنوب تزيد في كل جانب ومن كل الاتجاهات”
واضاف ؛ نحن اليوم في العام 2022م وشعبنا يجري وراء الحصول على ابسط حقوقه وخدماته ولكن هناك حكومة وضعت لتعثر زمام الأمور في الجنوب وخلق المعاناة له من عدمها” بينما ثروات الجنوب لو تحصل منها شعبنا ولو 1٠ بالمائة لأستغنى عن كل المساعدات والمنح التي تقدمها الدول بين حين وآخر تحت مسمى (الوديعة ) والتي لم يصل منها إلا الشعار والاعلان فقط”
وعن اتفاق الرياض وما آلت اليه مجرياته حتى الآن ” أكد الحزيبي ” أن اتفاق الرياض ومنذُ اعلانه إلى اليوم لم يتم تنفيذه إلا من طرف واحد فقط ويشير بذلك عن ( المجلس الانتقالي الجنوبي)
وتابع ” إن الاتفاق إلى لم يكن إلا على طرف واحد وهو المجلس الانتقالي” بينما الحكومة اليمنية لم تقوم بتنفيذ أي بند من بنوده حتى الآن إلا على صفحات مسؤولينها ومواقعهم وقنواتهم” والدليل على ذلك هو وجود قوات الأحمر( نائب الرئيس هادي) التي تتواجد في المنطقة العسكرية الأولى بحضرموت علماً أن تلك القوات هي قوات إحتلال وذلك لقيامها بالبطش والقتل والهيمنة على المواطن الجنوبي في حضرموت الوادي” وتوجيه اسلحتها ضد الهوية الجنوبية بشكل عام؛ وهذا ما جعل اتفاق الرياض يتعثر ولا وجود له على ارض الواقع. ”
أما بالنسبة لممثل الجنوب المجلس الانتقالي الجنوبي وتحركاته ازاء ذلك التحديات التي يواجهها الجنوب العربي وشعبه في كل المستويات ”
يؤكد الحزيبي بأن الانتقالي الجنوبي لن يقف صامتاً بل أنه يسعى بكل ما وسعه لتخفيف معاناة الشعب” وكذلك يقف بكامل مسؤوليته تجاه ما يدار على واقع الحال في الجنوب سياسيا وعسكرياً وميدانياً وخدمياً ”
ويضيف قائلاً : إن الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد الاعلى للقوات المسلحة الجنوبية يجري حالياً تحركات دوبلماسية وسياسية مع دول الجوار وسفراء دول الغرب لتمكين مساعيه السياسية والدوبلماسية بفرض أمر واقع على المجتمع الدولي بشأن مصير شعب الجنوب وتحقيق تطلعاته في إستعادة الهوية الجنوبية والتباحث المستمر للوصول إلى تفاهمات سياسية لإحلال السلام في المنطقة ومنح الجنوب حقه ومصيره الكامل بإستعادة دولة الجنوب.