الوضع السوري والخيارات المطروحة

من ينظر نظرة واقعية إلى  ما تراكم من ملفات في الساحة السورية منذ ٢٠١١ يؤكد أن طيها غير ممكن من دون جهود لتسوية سياسية شاملة تأخذ بالإعتبار القرارات الدولية ولا تتجاهل كتلة الموالين الرافضين كل ما يتعلق بالثورة أو المعارضة و الانقسامات هذه والتي يمكن توصيفها بانقسامات طائفية ودينية وقومية وعشائرية يتطلب بالضرورة مشروعاً يتجاوز مشاريعهم الانعزالية والتقسيمية ولكن هذه الانقسامات ليست متخيلة أو مسائل فكرية بل أصبحت قضايا واقعية وتلوثت الثورة وتطوراتها اللاحقة بها وارتكبت مجازر ومعارك وحروب وهناك تبعيات لقطاعات مجتمعية لدول خارجية باسمها لا تعبر الانقسامات عن كل الأفراد المنضوين ضمن الدول السورية العديدة ولكنها أصبحت قضية مفتوحة وغير ممكن إغلاقها من دون تجاوز سبب الانقسامات يقتضي التجاوز تغيير النظام و تغييراً كبيراً فيه وكذلك ضرورة تغيير كل الرؤى الفكرية والسياسية للمعارضة المكرسة فما زالت المعارضة غير المكرسة لم تنجز برؤاها أو برامجها أو أطروحاتها الفكرة الأخيرة لا يفيد التفكير الرغبوي في طي الانقسامات أو إخراج الاحتلالات أو إنهاء النظام أو المعارضة المكرسة التابعة التعقيدات هذه يجب مواجهتها فكيف يتحقق ذلك وقد مات أكثر من نصف مليون وأصيب الملايين وشرد في المنافي أكثر من نصف سكان سورية والنصف الآخر يقبع تحت نظام يمنع عنه أية حريات أو حقوق ويعيشون في ظله كالعبيد وبالكاد يؤمنون قوت يومهم وتجديد البنية الفيزيولوجية التي أصبحت مبتلاة بكل أصناف الضعف والمرض والتعب فكل هذه المشاكل تتطلب قيادات تتصف بالحكمة وتبحث عن حل للمعضلة السورية دون تهميش لأحد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.