ظروف إقتصادية جعلت من السفر حلماً كبيراً وسرمدياً لشباب وشابات سوريون لعلهم يجدون عملاً ودخلاً يناسب تكاليف المعيشة، وفي الآونة الأخيرة كبرت وانتشرت ظاهرة السفر إلى دولة الإمارات نتيجة فتح «فيزا» السياحة إليها على أمل أن يجد هؤلاء الشباب عقد عمل قبل انتهاء مدة الإقامة السياحية.
تتبدد الأحلام بمجرد الوصول
بمجرد الوصل إلى البلد المقصود تتبدد أحلام الكثير حيث
فوجئوا بصعوبة الحصول على عمل عكس ما صوره لهم أصحاب المكاتب السياحية لأن شروط وفرص العمل تتطلب شروط أخرى غير التي بحوزتهم مثل مهارات التواصل وخبرات اللغات فيقع الباحث عن العمل بمشاكل مالية كبيرة ومن دون نتيجة.
هذا الأمر يشمل من سافر أيضاً إلى العراق سواء إلى أربيل أو غيرها حيث عاد في الآونة الأخيرة شابان إلى طرطوس متوفيين نتيجة مشاكل وحوادث أليمة في أربيل.
وهو الأمر نفسه الذي يتعرض له الشبان الذين يعملون في لبنان من ابتزاز وسوء معاملة، حيث أكد بعض الشبان أنهم ينامون في غرف خالية من الشبابيك والأبواب من أجل توفير الأجر لعل هؤلاء الشباب يحصلون على منزل في بلادهم أو يفتحون صنعة جيدة بعد عودتهم.
الهجرة كلفت البعض حياتهم
ومن آخر الأخبار التي وردت من محافظة طرطوس حيث توفي طبيب بنوبة قلبية بعد تعرضه للنصب في أربيل بعد أن باع الطبيب عيادته وسيارته وحزم أمتعة عائلته على أمل الذهاب إلى أربيل, التي صورت له كجنة مؤقتة، ومن ثم يتوجه بعدها إلى أوروبا، لأن الهجرة من هناك أسهل. لكن المفاجأة القاتلة التي اكتشفها بعد دفعه العمولات وتكاليف السفر، كانت تعرضه لعملية نصب جعلته يخسر ثمن عيادته.
الهجرة أصبحت حلما لأغلب الشباب السوري
من جهته، يقول الخبير الإداري، الدكتور إياس الحمدان حسب مانقل هاشتاغ سوريا إن البحث عن فرص عمل في دول الخليج والعراق أصبح حلما لمعظم الشباب السوري، وذلك بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة المستمر في بلدنا مقابل انخفاض الدخول. إضافة إلى محاولات الشباب الهروب من الخدمة الإلزامية والإحتياطية التي تأكل من عمرهم سنين طويلة.
ونصح الحمدان من يفكرون بالسفر؛ لاسيما خريجي الجامعات بأن يطوروا مهاراتهم ويهتموا باللغة الإنكليزية، لأن بيئة العمل خاصةً في دول الخليج أصبحت متطورة وليست كما كوّنا عنها مفهوما قبل عقدين من الزمن, فأغلب الشركات والمؤسسات تتبع النظم الغربية في أسلوب العمل، وهناك منافسة شديدة من قبل طالبي العمل من دول أخرى، وإلا سيعملون بأجور منخفضة لا تكفيهم لإعالة أنفسهم، فتكاليف المعيشثشة والسكن مرتفعة لا سيما في دبي، وبعد تطوير الإمكانيات يتوجب عليهم أن يأخذوا وقتهم في البحث عن فرص العمل وأن يسافروا بعد معرفة أدق التفاصيل عن العمل والأجر وتكاليف السكن والمعيشة وغيرها، ويفضل أن يتواصلوا مع من سبقهم إلى هناك.
الخبير أوضح أن هجرة الشباب تشكل نزيفاً دائماً لسورية، خاصة من أصحاب الشهادات العليا كالأطباء من ذوي الإختصاصات النادرة والمهمة، وهذا باعتراف نقابة الأطباء، وكذلك مهندسي وفنيي النفط الذين استقطبتهم الكثير من الدول النفطية وخسرت سورية ما أنفقته عليهم في دراستهم وتدريبهم.
إعداد: رئيس التحرير