يعتبر الحمام الدمشقي مما يميز الحياة الدمشقية في العصور المختلفة التي عاشتها المدينةو عرف طراز البناء المختلفة من الروماني الى العربي الى المملوكي الى التركي حيث انتهى بناء الحمامات فيه بهذا العصر بسبب اختلاف الشكل المألوف لاساليب النظافة الجسدية وبدء عصر جديد مع اوائل القرن العشرين بين المرتبط كليا بالبناء السكني الحديث ثم الاكثر حداثة والأقل ارتباطا مع البيئة والماضي لقد كانت الحمامات تفتح ابوابها مع شروق الشمس حتى السادسة او السابعة مساء بل وتتأخر في الإغلاق أكثر من ذلك في الصيف وكانت العائلات ترتاد الحمام بشكل مستمر والرجال يرتادون الحمام قبل صلاة الفجر ويبقى الحمام مفتوحا للرجال حتى الثانية عشرة ظهرا ثم يستقبل النساء والأولاد حتى المساء يروى عن الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك انه قال للدمشقيين يوما: (تفخرون على الناس باربع خصال تفخرون بمائكم وهوائكم وفاكهتكم وحماماتكم فاحببت ان يكون مسجدكم الخامسة وطبعا هنا يقصد بناء مسجد بني امية الكبير وفي عام ١٩٤١ كانت دمشق تحتوي على ٦٠ حماما منها ٤٢ حماما شغالا حسب الدراسة التي اعدها ميشيل ايكوشار وكلود تلوكود حيث قاما برفع ٣٨ حماما عن الطبيعة يمتد بناؤها من القرن الحادي عشر إلى القرن العشرين ضمن اختصاصهما في الهندسة المعماريةو هناك مبنى آخر غالبا ما يذكره المؤلفون العرب الى جانب المسجد والسوق وهو حمام السوق فوجود حمام او عدة حمامات ويعتبر سمة من سمات المدن المميزة ولعل من المؤلم ان نرى بأم اعيننا حمامات في آيات في الفن والابداع تندثر مع الزمن حتى اوشك الجيل الجديد أن لايعرف عن خصائصها وعن مكامن الجمال فيها شيئا وقد تغير استثمار العديد من الحمامات او تركت دون استعمال على الأقل أما الحمامات التي مازالت قائمة فقد خف نشاطها وقل روادها وأقدم الحمامات حمام نور الدين الشهيد ينسب الى نور الدين الزنكي الملقب بالشهيد الذي انشأه في عام ١١٧١م وجعله وقفا على مدرسته النووية الكبيرة و يقع في منتصف سوق البزورية الشهير ويعتبر هذا الحمام من اقدم حمامات دمشق الباقية حتى الآن قيد الاستعمال فبعد ان تعرض للزلازل التي اثرت فيه ورمم عدة مرات ثم تحول الى مستودعات لتجار سوق البزورية تم ترميمه اخيرا وجدد ليعود الى وظيفته الأصلية وهو الذي تفرد عن غيره من الحمامات بنظام خزن المياه وتوزيعها في اقسامه المختلفة وتم ذكر ٢٣ حماما في دمشق اليوم هي: البكري و التيروزي و الجوزة و الخانجي والخياطين والرفاعي و الزين و السروجي و السلسلة و السلطان و الشيخ حسن و الشيخ رسلان و الركاب و الملك الظاهر و القرماني و القيشاني وغيرها لكن حمام نور الدين الشهيد هو الأكثر روعة وجمالا في فن العمارة القديمة
إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى
تحرير: حلا مشوح